نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 177
لقد تجاهل ذلك النفر تحذيرات الرسول من بني أمية [1] والتاريخ الأموي الأسود فعين يزيد بن أبي سفيان قائدا عاما لجيش الشام ، ولما مات يزيد ورثه أخوه معاوية كقائد عام ووال على بلاد الشام [2] وأطلق عمر بن الخطاب يد معاوية في بلاد الشام وأعطاه الحرية الكاملة ليفعل ما يشاء ، وليجمع كما يشاء وليتصرف على الوجه الذي يريد بلا رقيب ولا حسيب فقد قال يوما لمعاوية : ( . . . لا آمرك ولا أنهاك ) [3] وكان عمر يوطد لمعاوية بين الناس فيقول أمام علية القوم وأركان دولته : ( إنه فتى قريش وابن سيدها ) [4] وكان يقول لعلية القوم : ( تذكرون كسرى وعندكم معاوية ) [5] وكان عمر يعد معاوية للخلافة ومواجهة الإمام علي في ما بعد لقد خاطب عمر أهل الشورى بقوله : ( إذا اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان من الشام ) [6] وكان عمر يعرف أن معاوية يعد أهل الشام للخروج وأنه سيخرج ذات يوم فقد صرح عمر في يوم من الأيام قائلا : ( يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق ) [7] ومع هذا لم يتعرض له عمر ، إنما تركه ليكمل استعداداته وعدته ويخرج في الوقت المناسب المتفق عليه ، وكان وراء تأمير عمرو بن العاص ليكون عونا لمعاوية ذات يوم فقد أعلن عمر أمام أركان دولته قائلا : ( لا ينبغي لأبي عبد الله - أي عمرو بن العاص - أن يمشي على الأرض إلا أميرا ) [8] وأتمها عمر على بني أمية ووضع الأساس المتين
[1] راجع نصوص سنة الرسول التي سقناها تحت عنوان ( الرسول يحذر من الخطر الماحق ) . [2] البداية والنهاية لابن الأثير ج 8 ص 118 ، وتاريخ الطبري ج 5 ص 69 ، والاستيعاب ج 3 ص 596 ، وكنز العمال ج 13 ص 606 . [3] البداية والنهاية ج 8 ص 125 ، وتاريخ الطبري ج 6 ص 184 . [4] البداية والنهاية ج 8 ص 125 ، والاستيعاب ج 8 ص 397 . [5] تاريخ الطبري ج 6 ص 184 . [6] الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 535 . [7] الدلائل لابن سعد وكنز العمال ج 12 ص 354 . [8] الإصابة ج 5 ص 3 .
177
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 177