نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 173
ويوضح الرسول الصورة في رواية ثالثة فيقول : ( . . . فيقال لي لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ) [1] ووضح الرسول الصورة أكثر فقال : ( . . . فقلت ما شأنهم ؟ فيقال لي أنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) [2] . لقد سلط رسول الله بهذه الأحاديث الصحيحة الضوء الكاشف على نفر من أصحابه ، قريب منه ، ومحسوب عليه ، فأكد وبكل طرق التأكيد ، بأن هذا النفر لن ينال شرف رفقة الرسول يوم القيامة ، ولن يكون حيث يكون الرسول ، بل سيكون هذا النفر في مكان آخر مع أشخاص من أمثالهم ، والعلة بهذا الطرد من الرحمة الإلهية تلك الأحداث التي أحدثها ذلك النفر بعد وفاة الرسول ، فمنذ اللحظة التي صعدت فيها روح النبي الطاهرة إلى بارئها ارتد ذلك النفر على أعقابه ، ( لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . . . ) والارتداد والردة لهما معنى محدد باللغة والشرع ، والارتداد أسوأ وأقبح عاقبة ونهاية ، والمرتد إنسان مطرود من رحمة الله ، لأنه عرف وتيقن ، ثم جحد وأنكر ! ! ولا ينفع ذلك النفر المرتد ادعاءهم بأنهم قد آمنوا بالإسلام ، ولكنهم لا يقبلون أو كفروا بالأحكام الإلهية المتعلقة بنظام الحكم لأنها ليست مناسبة حسب اجتهاداتهم المريضة لقد عالج القرآن الكريم هذه الناحية ، فقال الله تعالى كأنه يوجه كلامه العزيز لمثل هذا النفر : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ) . ولتكون على يقين من صحة وصواب ما ذهبنا إليه ، فهل كان بوسع أحد من المسلمين أن يتجرأ فيقول للرسول في منزله أنت تهجر ، ولا حاجة
[1] صحيح البخاري تفسير سورة الأنبياء ج 3 ص 160 ، وصحيح مسلم ج 17 ص 94 . [2] صحيح البخاري كتاب الدعوات ج 4 ص 142 باب الصراط .
173
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 173