نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 172
وتدمر دون أن يشاهدها أحد من المسلمين ؟ ! ! الحقيقة المرة أن الذين حرضوا المسلمين على الخروج على الترتيبات الإلهية وهيجوا الناس ضدها ، وجرأوا المسلمين على نقض أول عروة من عرى الإسلام وهي نظام الحكم ، كانوا نفرا من المسلمين ، المحسوبين على القلة المؤمنة والذين نالوا شرف صحبة النبي ، لقد كانت أفعالهم فتنة ، وأشخاصهم فتنة أيضا ، وقد كشفتهم تحركاتهم المشبوهة ، ووسمتهم تلك التحركات بمياسم لا تخفى على محايد أبدا . لقد رأيت ما فعله ذلك النفر من مهاجري بطون قريش عندما أمر رسول الله الناس بالخروج في جيش أسامة ، كما رأيت أيضا ما فعلوه برسول الله وهو على فراش الموت ، ثم رأيت كيف افتعلوا الشعور بالصدمة والفجيعة عندما علموا بوفاة الرسول ، وفجأة كأن لم يكونوا في صدمة شبكوا أيديهم معا وتركوا رسول الله جنازة بين أيدي أهله ، دون أن يشتركوا بتجهيزه ، أو يشاركوا في دفنه ، وذهبوا ليستولوا على ملك النبوة أثناء انشغال أصحابه الشرعيين بتجهيز النبي ودفنه ، ليضعوا المسلمين في ما بعد أمام أمر واقع لا مجال لدفعه ! ! متجاهلين بالكامل كافة الترتيبات الإلهية المتعلقة بمن يخلف النبي ، وقافزين قفزا كاملا عن النبي وعن بيانه ، أو عن نصوص السنة النبوية المطهرة ، التي عالجت هذه الناحية وتركت الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ! ! كان الرسول الأعظم قد حذر من ذلك النفر بقوله : ( ليردن علي قوم أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم يوم القيامة ) [1] وفي رواية أخرى : ( فأقول يا رب أصحابي ! ! فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) [2]
[1] صحيح البخاري ج 1 ص 141 ، وصحيح مسلم كتاب الفضائل ج 5 ص 159 ، وكنز العمال ج 14 ص 418 رواه أحمد والبيهقي . [2] صحيح البخاري كتاب الدعوات ج 1 ص 141 ، وصحيح مسلم كتاب الفضائل ج 15 ص 159 .
172
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 172