نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 142
أسامة عن قيادة تلك السرية التي ولاه رسول الله قيادتها ، ولا ضرر من بقائه قائدا لها ، بعد أن استقامت لهم الأمور واستولوا على ملك النبوة ، بل إن عزله سيثير غضب أفراد الفئة المؤمنة ، وسيكشف بصورة فاضحة بشاعة نظرة قادة التحالف إلى رسول الله واستهتارهم بأبسط مظاهر الشرعية الإلهية . أما عمر فقد تجاهل خروج الرسول وهو مشرف على الموت ، ودفاعه عن تأميره لأسامة ، لأنه كان يعتقد أن تأمير الرسول لأسامة أمر غير صائب وغير صحيح وأن الرسول كان ينبغي أن يعزله وأن يسند إمارة تلك السرية لغيره ! ! ثم إن عمر لا يقبل بأنصاف الحلول فأراد أن يكون انتصاره على الرسول انتصارا حاسما وأن يثبت بأنه وأعوانه هم المالكون لمقاليد الأمور وليس الرسول ، وأنهم هم الذين يعرفون الصواب وليس الرسول ، فأراد أن يرغم أنف الرسول وكل أولياء الرسول ! ! وعمر على فراش الموت كان يردد : ( لو أدركت خالد ابن الوليد أو معاذ بن جبل أو سالم مولى أبي حذيفة لوليته الخلافة من بعدي ) [1] كان يتصرف بمنصب الخلافة تصرف المالك بملكه ، وكان يرى أن ذلك التصرف من صميم حقوقه واختصاصاته ، لكنه وحزبه كانوا يعتقدون أنه لا حق للرسول بأن يؤمر أسامة أو غير أسامة على سرية فهل رأيتم بربكم ظلما كهذا الظلم ، أو استبدادا كهذا الاستبداد ، أو استهتارا بمقام النبوة كهذا الاستهتار ! ! ! الحيلولة بين رسول الله وبين كتابة وصيته وتوجيهاته النهائية كان وضع النبي الأعظم صعبا للغاية ، لقد أرهقوه طغيانا وكفرا ونفاقا