نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 136
وأجرى المفاوضات مع زعامة بطون قريش وفق التوجيه الإلهي ، ولما تعثرت المفاوضات في البداية وأشيع بأن رسل النبي إلى زعامة بطون قريش قد قتلوا أمر الرسول مناديا ينادي في أصحابه ( بأن روح القدس قد نزل عليه وأمر البيعة ، فاخرجوا على اسم الله فبايعوا ) [1] وهذا يعني بأن الله يوجه نبيه خطوة خطوة نحو الهدف العظيم ، وإن جبريل الأمين كان إلى جانب النبي بتلك اللحظات العظيمة التي تنتظر ولادة الحدث الأعظم ! ! وبالنتيجة تمت كتابة الصلح ، ووقعه الطرفان ، وتم أمر الله ، وقد فهم الجميع أن الصلح قد تم بتوجيه إلهي ، حيث قال الرسول للجميع : ( إني رسول الله ولست أعصيه ) [2] وقال أبو بكر مخاطبا عمر ( أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره ) [3] . وبالرغم من كل ذلك فإن عمر بن الخطاب اعتبر هذا الصلح الذي رضي به الله ورسوله ( دنية ) في الدين وأخذ يرد على الرسول أمام الحاضرين ، والرسول يقول له : ( يا عمر إني رضيت وتأبى ) [4] ! ! وحاول عمر بن الخطاب أن يقنع الحاضرين بأن الصلح الذي ارتضاه الله ورسوله ( دنية ) في ( الدين ) ليفرضوا على الرسول إلغاء الصلح والرجوع عنه ! ! وهذا معنى قول عمر : ( لو وجدت أعوانا لما أعطيت الدنية في ديني ) أي أنه يريد أعوانا يقفون معه ضد النبي نفسه ! ! وحاول عمر أن يحرض الناس ضد الصلح وأن يحرضهم بعدم الاستجابة للرسول ، وهذا معنى قول عمر : ( فعملت لذلك أعمالا ) واضطر النبي أن يكشف بعض جوانب شخصية عمر ، وأن يظهره على حقيقته ، فأقبل الرسول على عمر وقال : ( أنسيتم يوم
[1] المغازي للواقدي ج 2 ص 604 . [2] صحيح البخاري ج 2 ص 81 آخر كتاب الشروط من صحيحه وكتابنا ( الاجتهاد بين الحقائق الشرعية والمهازل التاريخية ) ص 198 . [3] المصدر السابق . [4] السيرة الحلبية ج 2 ص 706 ، والسيرة النبوية لابن كثير ج 7 ص 320 .
136
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 136