responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 110


بنت الدولة ورعت الدعوة ، وتحملت أعباء مرحلتي التأسيس والمواجهة .
2 - من زعامة بطون قريش وجيشها ورعاياها الذين عادوا الله ورسوله بالأمس ثم استسلموا وتلفظوا بالشهادتين فصاروا أعضاء في المجتمع الإسلامي الجديد . فصارت الأكثرية المشركة بالأمس هي الأكثرية المسلمة في المجتمع الجديد ! ! !
وأخفت زعامة تلك الأكثرية مشاعرها بالإحباط والهزيمة ، وحقدها على الذين قتلوا أبناءها ، وتاريخا طويلا من الصراع المرير ، وحاولت العيش في ظل هذه العقيدة الجديدة ! ! والتربص وانتظار الفرص ! ! ! وما تأتي به الأيام ! ! !
أما الفئة القليلة المؤمنة ، التي بنت الدولة وقادت الدعوة وتحملت أعباء المواجهة ، فقد صارت أقلية في المجتمع الإسلامي الجديد ! ! فأبو سفيان قائد جبهة الشرك ، وأحد أئمة الكفر سابقا صار مسلما ، وعمار بن ياسر مسلم أيضا ! ! ! ! وبوقت يطول أو يقصر ستختفي الفوارق بين الاثنين ، وسترجح كفة أبي سفيان على كفة عمار ، لأن الأكثرية تعتقد أن أبا سفيان أولى بالتقدم والاحترام من عمار وأمثاله ! ! !
فعمر بن الخطاب من المهاجرين ، ونال شرف مصاهرة النبي ، وأصبح الخليفة الثاني في ما بعد ، ومع هذا كان يقول عن معاوية : ( إنه فتى قريش وابن سيدها ) [1] ! ! ! لقد نسي الخليفة أو تناسى التاريخ الأسود لمعاوية ولأبيه ، ومع أنه كان خليفة للمسلمين إلا أنه كان ينظر لمعاوية ولأبيه بالنظرة نفسها التي كان ينظرها إليهم في الجاهلية وهو يرعى الغنم ، فأبو سفيان في الجاهلية كان سيده وسيد قريش وابن السيد سيدا مثله ، لقد انتقلت الثقافة الجاهلية مع زعامة البطون ومع الأكثرية التي استسلمت باستسلام الزعامة ، وتلفظت بالشهادتين تبعا لتلفظ زعامتها ! !



[1] البداية والنهاية لابن الأثير ج 8 ص 125 ، والاستيعاب لابن عبد البر ج 8 ص 397 .

110

نام کتاب : أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست