بعد ( 205 ) ، وهو الذي ساهم أعظم المساهمة بتكوين الملك ، وصار فيما بعد خليفة المسلمين وملكهم ، وصار أولاده من بعده خلفاء وملوك المسلمين ، مع أن رسول اللّه قد لعنهم وحرم عليهم ان يسكنوا المدينة معه ( 206 ) .
5 - الحارث بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس :
وهو ابن عم الخليفة عثمان وأخو مروان ، ويكفيه تعريفا انه ابن الحكم ، واخ مروان الذين لم يتوقفوا عن معاداة رسول اللّه قط لا في الجاهلية ولا في الاسلام ، ولقد حوله الخليفة عثمان من فقير معدم إلى غنى مترف ، وأضفى عليه الشرف ، فزوجه ابنته عائشة ، واقطعه منطقه مهزوز ( منطقه تصدق بها رسول اللّه على المسلمين ) وأعطاه مائه الف من بيت المال دفعه واحده ( 207 ) .
6 - الوليد بن عقبه بن معيط :
كان والده من أشد أعداء رسول اللّه خلال مرحلة الدعوة ، وقد قتل في بدر صبرا ، واستمر ابنه الوليد في معاداة الاسلام ، ومحاربه نبيه حتى اسلم كما اسلم غيره من الطلقاء ، ونطق بالشهادتين ، ومع هذا لم يتوقف يوما عن معاداة رسول اللّه ودينه ، ومن حسن حظه انه كان أخ الخليفة عثمان لامه ، فولاه عثمان ولاية الكوفة فيما بعد ، وكان مشهورا فيما بعد بالزنا وشرب الخمر ( 208 ) ، صلى الصبح أربعا بدلا من اثنتين وهو سكران وقصته مشهوره ، وكان يقول هو ساجد :
اشرب واسقني ( 209 ) ، واضطر الخليفة عثمان ان يقيم الحد عليه ( 210 ) ، وقد لعب دورا بارزا في تأسيس الملك الأموي وتثبيته .

205 - الإصابة 3 / 478 . 206 - أنساب الأشراف للبلاذري ، 5 / 27 وأسد الغابة لابن الأثير ، 2 / 34 والإصابة في تمييز الصحابة للعسقلاني 1 / 345 . 207 - شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد 1 / 199 . 208 - الأغاني لأبي فرج الاصفهاني 5 / 126 . 209 - الأعلام للزركلي 8 / 122 . 210 - أنساب الأشراف ، 5 / 33 والأغاني للأصفهاني ، 5 / 130 والغدير للأميني ، 8 / 120 وسيره الرسول وأهل بيته 1 / 552 .

75