وسئلت أم المؤمنين مره ( لو أن الرسول استخلف ، من يستخلف ؟ فقالت :
لو أن الرسول استخلف لاستخلف أبا بكر ومن بعده عمر ، ومن بعده أبى عبيده ) ( 1095 ) ! !
بمعنى :
ان أم المؤمنين أنكرت ان يكون الرسول قد استخلف علي بن أبي طالب أو أحدا من أهل بيت النبوة ، وبمعنى ان أم المؤمنين تعلم علم اليقين ما خفى في نفس رسول اللّه ، وتعرف ماذا ينوى ان يفعل الرسول قبل ان يصدر منه الفعل .
ويلاحظ ان الأمور واقعيا قد جرت وفق هذا الافتراض فأبو بكر هو الخليفة الأول واتخذ عمر وليا لعهده وسماه خليفة من بعده ، وقد صرح عمر مرارا وتكرارا وبأسف بالغ بأنه لو كان أبو عبيده حيا لولاه واستخلفه من بعده ! ! !
ولكن لسوء الحظ مات أبو عبيده .
انظر لقول عمر :
( لو كان أبو عبيده حيا وليته واستخلفته ) ( 1096 ) .
وهكذا انحصرت أهداف الانقلابيين ، أو قاده التحالف على ما يلي :
1 - صرف الأمر عن علي بن أبي طالب صرفا كاملا .
2 - الغاء الدور المميز الذي خص اللّه به أهل بيت النبوة لقيادة الأمة .
3 - الحيلولة بين أي شخص من أهل بيت النبوة وبين الخلافة ، بحيث تبقى النبوة للهاشميين وحدهم لا يشاركهم فيها أحد ، وتختص بطون قريش بالخلافة وحدها لا يشاركهم فيها أي هاشمي ( 1097 ) .
4 - ان ينصب في البداية أبو بكر ، وان يخلفه عمر ، ثم يخلفه أبو عبيده

1095 - الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 23 . 1096 - طبقات ابن سعد 3 / 181 و ، 248 والاستيعاب لابن عبد البر ، 2 / 561 وأسد الغابة ، 2 / 246 وكنز العمال 5 / 644 ح ، 14132 وتاريخ الطبري ، 5 / 33 وكتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 29 . 1097 - على سبيل المثال تنظير عمر بن الخطاب لهذه القسمة في الكامل لابن الأثير ، 3 / 63 وشرح النهج ، 12 / 53 54 وتاريخ الطبري 4 / 223 .

483