نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 430
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعقل مع ذلك ان قاده التحالف لم يفهموا المعنى المقصود من ( ولى ، ومن مولى ) حتى سهل عليهم في ما بعد ان يخالفوا رسول اللّه دون قصد ، وان يتبنوا رأيا معاكسا للامر الإلهي والحكم الشرعي ؟ ليت هذا صحيحا ، إذا لكان بإمكاننا ان نلتمس لقادة التحالف عذرا ! ! فوصيه أبى بكر لعمر محفورة بالأذهان ، وخالدة ولا يخفى نصها على أحد : ( انى قد وليت عليكم عمر ولم آلكم جهدا . . ويقول مبررا توليته لعمر : ( انى ما وليت ذي قرابه ) ( 967 ) . فأنت ترى ان أبا بكر يعبر عن عمليه تنصيبه لعمر بن الخطاب خليفة له وحاكما على المسلمين من بعده بكلمه ( التولية ) ( انى قد وليت ) ( انى ما وليت ) وهى نفس الكلمة التي استعملها رسول اللّه . وهذا ما يؤكد لنا ان أبا بكر فهم حق الفهم ما قصده رسول اللّه يوم ( غدير خم ) ، وانه فهم ان رسول اللّه نصب عليا بن أبى طالب اماما وقائدا من بعده ! ! ! كذلك عمر بن الخطاب فكثيرا ما ردد كلمه التولية وهو على فراش الموت ، فتراه يقول : ( لو كان أبو عبيده حيا ( لوليته واستخلفته ) ولو كان سالم مولى أبى حذيفة حيا وليته واستخلفته ، ولو كان خالد بن الوليد حيا لوليته ، وأحيانا . وقد استعملت كلمه ( التولية ) من أبى بكر وعمر مرات ومرات للدلالة على عمليه تنصيب رئيس الدولة ، وليس أوضح من كلمه أبى بكر في أول خطبه سياسية له : ( انى قد وليت عليكم ولست بخيركم ) ، ويجدر بالذكر ان أبا بكر وعمر لم يجدا كلمه تغنى عن كلمه ( التولية ) على الرغم من التصاق هذه الكلمة بعلى ، فكلمه التولية مشتقه من الولي ، والرسول كان ولى امر المؤمنين حتى قبل ان تنشأ الدولة بوجههم ويصرف أمورهم ، ويرتبطون به برابطة التبعية ، ويطيعون
967 - تاريخ الطبري ، 3 / 429 وسيره عمر لابن الجوزي ص ، 37 والطبقات لابن سعد ، 3 / 364 والإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 23 وما فوق .
430
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 430