نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 38
انقسام بطون قريش والمجتمع المكي قلنا إن الزعامة أو الوجاهة أو الامر في مكة قد استقر لصالح قبيله قريش ، وتتكون هذه القبيلة من خمسه وعشرين بطنا ، وكانت ظاهريا قبل الاسلام تظهر بمظهر واحد ، وتلوح كأنها وحده واحده لها علم يرمز لوحدتها ، ويحمل بنو عبد الدار هذه الراية ، وتسمى براية قريش كلها ، ولها قياده ممثله بالبطن الأموي ، وتظهر هذه القيادة وتتصرف على أساس انها قياده لكل بطون قريش ، ويكرم الهاشميون ويطعمون الحجيج ويسقونه ويسهلون إقامته ، وينفقون عليه ، ويحسنون وفادته ، فيتحدث الناس عن كرم قريش كلها ، وحسن وفادتها ، فكان الهاشميون يكرمون باسم قريش كلها ، وكان بنى عبد الدار يحملون راية قريش كلها ، وكان الأمويون يقودون قريش كلها . . الخ . وباختصار كانت قريش تظهر امام الآخرين كأنها كتله واحده بصرف النظر عما بين بطونها من ضغائن ، وحسد ، ودغالة . اما في الحق والحقيقة فقد كانت وحده البطون تأكل من الداخل وتنذر بانهيار مريع . وجاءت الإعلانات المتبادلة الصادرة عن محمد بن عبد اللّه من جهة ، وعن بطون قريش ال 23 من جهة أخرى ، لتعجل حركه التآكل الداخلي ، ولتكرس علنا واقع انقسام المجتمع المكي ، فانقسم المجتمع المكي إلى قسمين . 1 - القسم الأعظم عددا ومددا ظاهريا ، ويتألف من بطون قريش الثلاثة والعشرين من والاهم من الموالي والأحابيش ، وقد أعلنوا بلسان واحد ، أنهم سيقفون ضد محمد ، وضد دعوته ، وانهم لن يأذنوا له بان يفسد عليهم أمرهم . 2 - اما القسم الثاني وهو الأقل عددا ، ويتألف من محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومن بطنه الهاشمي ومن بطن بني المطلب بن عبد مناف ، وممن والى هذين البطنيين من الموالي والأحابيش يضاف إليهم الذين اعتنقوا دين محمد . وقد اعلن محمد انه لن يتراجع عن دعوته حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره ، وانه ملزم بتبليغ رسالات ربه .
38
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 38