مزايدة عمر :
وصف عمر الصلح الذي رضيه اللّه ، ووقعه رسوله بأنه ( دنية ) حيث قال عمر لرسول اللّه :
( فعلام نعطي الدنية في ديننا ) ( 648 ) .
فقال الرسول :
( انا رسول اللّه ولن يضيعني ) ، وجعل عمر يرد الكلام على رسول اللّه ، ويصف الصلح بأنه ( دنية ) .
وقاد حمله رهيبة من التشكيك بصحه عمل رسول اللّه ، واخذ ينفرد بأصحاب الرسول ويقول لهم :
ان محمدا وعدنا ان ندخل الكعبة .
وحاول ان يستقطب الصحابة ، لعله ينجح بإفشال الصلح الذي عقده النبي مع قريش ، ومع أن حملته بالتشكيك قد تركت آثارا مدمرة ، وهزت الثقة برسول اللّه إلى حين الا انه فشل بتكوين قوه من الصحابة قادرة على اجهاض الصلح .
وقد اعترف عمر في ما بعد أثناء خلافته فقال :
( ارتبت ارتيابا لم ارتبه منذ أسلمت الا يومئذ ، ولو وجدت شيعه تخرج عنهم رغبه عن القضية لخرجت ) ( 649 ) .
ولم يتوقف عمر عن حملته بالتشكيك الا بعد ان اقبل عليه رسول اللّه فقال :
أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وانا أدعوكم في أخراكم . . . ( 650 ) فكان الرسول الأعظم يعيد بهذه التذكيرات الحجم الحقيقي لعمر ، ويقول له :
أنت الذي تدعو للحرب وقد فررت في معركة وتركتني ! ! !
مزايدة أخرى في صلح الحديبية :
جاء أبو جندل بن سهيل بعد توقيع الاتفاق ، وعملا بالاتفاق يتوجب اعادته إلى قريش ، واحتج عمر بأنه لا ينبغي اعادته .
ولكن الاتفاق واضح فقال الرسول

648 - المغازي للواقدي 2 / 606 . 649 - المصدر نفسه 2 / 607 . 650 - المصدر نفسه 2 / 609 .

297