نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 289
الواقدي قد روى أن عمر قد قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة ، وبالتتابع قال الواقدي : ان عمار بن ياسر هو الذي قتل العاص ، ثم قال : ويقال ان الذي قتله هو على ( عليه السلام ) ( 625 ) . مما يعنى ان رواية ان عمر قد قتل خاله غير صحيحه لأنها تتعارض مع مسيره عمر ، ومع نسيجه النفسي ، ومع طبيعة بنى عدى التي لم تالف القتال ، ومع أن بنى عدى قد خرجوا مع بطون قريش تحت الضغط الشعبي لملاقاة محمد في بدر الا ان بنى عدى رجعوا من الطريق ، فقال لهم أبو سفيان كلمته الشهيرة : ( لا مع العير ولا مع النفير ) كما أثبتنا ذلك ووثقناه ، ولنفترض ان عمر قد قتل خاله ، فليس كثيرا على رجل له أحلام عمر ومظاهره ان يقتل أحد المشركين في معركة لها أهمية معركة بدر ، وتلت معركة بدر معركة أحد ففر عمر من المعركة وترك الرسول . وفى غزوه الخندق لم يكن له أي دور بارز ، وسمع عمرو بن ود ولم يجبه ، وفر في حنين ، تلك أمور لا خلاف عليها . بمعنى انه ليس لعمر - رضى اللّه عنه - دور بارز يتناسب مع عظيم أحلامه وطمعه بالملك ! ! وفر في خيبر ، وقد وثقنا ذلك . كذلك سيدنا أبو بكر فلم يرو أي مؤرخ على الاطلاق ان أبا بكر قتل مشركا أو جرحه أو سلبه في معركة بدر أو أي معركة من معارك الايمان ، ولا خلاف بان الرجل فر في معركتي أحد وحنين ، انه رجل مسالم يميل إلى السفارة ، ويعشق العلية ، وفر في خيبر وقد وثقنا ذلك . اما عثمان وطلحة فلم يشهدا معركة بدر ( 626 ) . وفر عثمان في معركة أحد ، ولم يكن له دور في معركة الخندق ، وفر في حنين . واما أبو عبيده ، فتقول احدى الروايات انه قد قتل مشركا في بدر ، وتقول رواية ان الزبير قتل مشركين . على أي حال فان هؤلاء الصحابة الكرام قد بذلوا جهدهم بدون سرف ولا تقتيل وناصحوا للّه ولرسوله في حدود طاقتهم واستعدادهم ، ولكن الجهد الذي