نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 215
الذي كانت تنتظر فيه بنو قريظة هجوم الأحزاب من الإمام لتبدأ هجومها من الخلف ، اصدر النبي أوامره بالزحف على بني قريظة . وعلمت بنو قريظة بانسحاب الأحزاب ، وبزحف النبي وأصحابه ، فرعبت وأيقنت بالهلاك ، ولكنهم تحصنوا في حصونهم ، على امل ان يحسنوا موقعهم التفاوضي مع النبي ، ولما أحاط بهم النبي ، قالوا : نكلمك قال الرسول : نعم . قالت بنو قريظة : ( ننزل على ما نزلت عليه بنو النضير لك الأموال والحلقة وتحقن دماءنا ، ونخرج من بلادكم بالنساء والذراري ، ولنا ما حملت الإبل الا الحلقه ) . فرفض رسول اللّه هذا العرض ، فعرضوا عليه قائلين : ( تحقن دماءنا وتسلم لنا النساء والذرية ، ولا حاجه لنا في ما حملت الإبل ) ، ورفض النبي هذا العرض أيضا ، وقال لهم : تنزلون على حكمي ، واضطروا بعد حصار شديد ان ينزلوا على حكم النبي ، فامر الرسول بربط المقاتلين منهم ووضعهم في جهة ، ووضع النساء والذرية في جهة أخرى . ودنت بطون الأوس وقالوا : يا رسول اللّه ان بني قريظة حلفاؤنا دون الخزرج ، وقد وهبت بنى قينقاع لابن أبي ، وقد ندم حلفاؤنا على ما صنعوا فهبهم لنا ، فقال الرسول : ( اما ترضون ان يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم ؟ ) قالوا : ( بلى ) ، فقال النبي : ( فذلك إلى سعد بن معاذ ) . وقبلت اليهود سعدا كحكم ، وذهبت الأوس وقالت لسعد : ( يا أبا عمرو ان رسول اللّه قد ولاك امر مواليك لتحسن فيهم فأحسن ، فقد رايت ابن أبي وما صنع في حلفائه ، مواليك ، مواليك ، قد منعوك في المواطن كلها ، واختاروك على من سواك ، ورجوا عياذك ، ولهم جمال وعدد ، وقد نصروك يوم البعاث والحدائق والمواطن ، ولا تكن شرا من ابن أبي ) . وكان سعد بن معاذ ساكتا ، ولما أكثروا عليه قال سعد : ( قد آن لسعد ان لا تأخذه في اللّه لومه لائم ) ، وقال سعد للأوس : ( أترضون بحكمي لبنى قريظة ؟ ) قالت الأوس : ( نعم قد رضينا حكمك وأنت غائب ) . فقال سعد : ( لا آلوكم جهدا ! ) قالت الأوس : ( ماذا تعنى ؟ ) قال سعد : ( عليكم عهد اللّه وميثاقه ان الحكم فيهم ما حكمت ؟ ) قالت الأوس : ( نعم ) . قال سعد : ( وعلى من ها هنا مثل ذلك ؟ ) فقال الرسول ومن معه : ( نعم ) .
215
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 215