نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 209
بالاسلام . وفى هذا المناخ التنافسي ظهرت ظاهره النفاق على أوسع نطاق ، حيث يظهر أهله الاسلام والموالاة ، ويبطنون الكفر والحقد على محمد وآله . اما اليهود فقد كانوا أكثر وضوحا ، حيث اعلن عدد قليل منهم اعتناقه للاسلام ، وبقيت الأكثرية الساحقة منهم على دينها ، ولم يكرههم النبي على ترك دينهم واعتناق دينه ، ولم يغضب منهم أو يحقد عليهم ، بل كان يأمل ان يكونوا أكثر تفهما له ، وتعاطفا معه ، فهم من نسل إسحاق النبي ، ومحمد من نسل إسماعيل النبي ، وإسحاق وإسماعيل اخوه فهما ابنا إبراهيم ( عليهم السلام ) ، بمعنى انهم أبناء عمومه ، ومن جهة ثانيه فهم أهل كتاب ، وقد أحيطوا علما باخبار الرسل والأنبياء ، وقبل إعلان النبوة المحمدية ، كان اليهود يستفتحون على المشركين العرب ويؤكدون لهم ان نبيا سيظهر ، وان هذا النبي هو بشرى أنبياء بني إسرائيل الذين سبقوه . ولان النبي حيادي وموضوعي ، وليس عنده حكم مسبق ، فقد كان يتوقع خيرا من اليهود ، ويظن انه بوقت يطول أو يقصر سيقتنع اليهود به ويدخلون في دينه ، ويستفيد الاسلام من تجارب اليهود الايمانية السابقة ، ومما وسع أفق هذا التفاؤل ، ارتباط اليهود بسلسلة متماسكة من التحالفات مع بطون الأوس والخزرج ، وظهر اليهود بمظهر الموالين لمحمد أو الراضين بقيادته ، المستبشرين بعهده خيرا . كل هذه الأسباب الموضوعية دعت رسول اللّه لاعتبار سكان يثرب وما حولها بما فيهم اليهود مع من هاجروا من أهل مكة أمه واحده متميزة عن غيرها من الناس ، واعتبار المدينة وطنا للجميع بما فيهم اليهود وحماية هذا الوطن من مسؤوليه الجميع ، واعترف بالتحالفات القبلية السابقة لقدومه ، وتركها على حالها ، وأعطى كافه هذه التشكيلات الحرية بإدارة شؤونها ، وعند اختلافها فهو المرجع لحل هذه الخلافات . واعتبر النبي أعلى سلطة في البلاد ، وقد وضع النبي هذه الترتيبات على شكل دستور ، وافق عليه كل سكان المدينة بما فيهم اليهود ، أو تظاهروا بالموافقة ولم يعترض عليها منهم أحد ، واخذت هذه الترتيبات صفه التعاقد . وقد جاء في هذه الترتيبات ما يلي وبالحرف : ( وان على اليهود نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم ، وان بينهم النصر على من حارب أهل
209
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 209