responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 208


بادخال دين الاسلام إلى كل بيت من بيوت بطون الأوس والخزرج ، مثلما نجحوا بخلق رأى عام في يثرب وما حولها متشوق أو متظاهر بالتشوق لرؤية الرجل الرسول ، وموالى أو متظاهر بموالاة هذا الرسول .
ولا خلاف بين اثنين من سكان يثرب بان الرجل الرسول سيأتي إلى يثرب قائدا ومتبوعا غير تابع ، ولم يعلن أحد من السكان معارضته لقيادة الرسول .
لقد نجح المسلمون الرواد في يثرب بايجاد حاله عظمى من الانبهار .
لقد استقبل سكان يثرب وما حولها النبي استقبالا حافلا لم يستقبل به زعيم قبله قط ، وما يزيد هذا الاستقبال روعه انه وليد مشاعر مختلطه من الرضى والاقتناع والمجاملة والانبهار ، وفى بعد قصى عن القوه والاكراه والتسلط .
وقد اشتركت الأقلية الكبيرة من اليهود اشتراكا موثرا في كل ذلك ، فقد تسلق قسم منهم جذوع النخيل ليكون أول من يرى طلعه النبي ! !
ولما أشرقت طلعه النبي ، صاح أحد اليهود :
( يا أهل يثرب هذا حظكم قد اتى ) .
انتهت مراسم الاستقبال ، ودخل النبي عاصمته الجديدة يغمره شعور عام بالرضى والاطمئنان ، وصمم ان يجعل من وصوله إلى يثرب نقطه تحول كبرى في حياه كل سكانها ، لا فرق باللون أو العرق أو الدين .
لقد كانت نظرته للأمور حيادية ومجرده ، وهمه الأعظم منصب على انقاذ الجميع من الظلمات إلى النور ، واشعار الجميع انهم أصحاب رساله إلى العالم .
ولعبت قوانين التنافس والتسابق بين بطون الأوس والخزرج دورا كبيرا ، فلا تجد من هذه البطون رجلا الا وقد اسلم أو تظاهر بالاسلام ، أو والى محمدا حقيقة أو تظاهر بموالاته ، فبطون الأوس تريد أن تكون السابقة ، وبطون الخزرج تطمع بذلك .
لقد أدركت بطون الأوس والخزرج ان الاسلام صار هو درب الحياة الوحيد ، وتذكره المواطنة ، وطريق المستقبل ، والمفتاح إلى كل دور من ادوار الحياة ، فأرادت الأوس ان تسبق الخزرج ، وأرادت الخزرج مثل ذلك ، ووسيلة السبق هو الاسلام وموالاة النبي أو التظاهر بهما .
ولم يبق رجل من رجالات بطون هاتين القبيلتين ، الا وقد اسلم أو تظاهر

208

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست