نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 645
من العرب والموالي في يوم واحد وسبعمئة من قريش ومن الأنصار ، وانه قد اشرف بنفسه على هدم الكعبة المشرفة قبله المسلمين بعد حرقها ! ! كل هذا وهو رسميا خليفة رسول اللّه ! ! وأمير الأمة المؤمنة فأنت تلاحظ ان الخلافة صارت ملكا كملك فرعون تماما . حاله الأمة قبل المواجهة الخالدة : مات الشعور العام موتا تاما ، وذل الناس ذلا تاما ، ولم يعد بامكان أحد ان يرفع رأسه ، أو ان يتخلى عن عمله أو ان يخاطر بعطائه الذي تقدمه له الدولة ما دام عبدا لها يدين بالولاء لها ، فإذا صار عبدا للّه ، تقطع عنه العطاء وتقتله . كان الناس يعرفون ما وصلت إليه أمورهم ويعرفون ان هذا هوان حقيقي ، لكنهم كانوا يطمعون ان يبرز فارس من عالم الغيب فيخلصهم دون ان يكلفهم عناء المواجهة مع فرعونهم . قال الطبري في تاريخه ( 1532 ) : ( ان المراه كانت تاتى ابنها وأخاها فتقول له : انصرف الناس يكفونك . ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه فيقول : غدا يأتيك أهل الشام ) فصار أهل الشام موتا ، وصار الاتكال على المجهول امل الناس الوحيد . ثم انظر إلى نصيحة رجل من عليه الأمة للحسين وهو يحاول ان يحثه على البيعة وينهاه عن الخروج : ( أنشدك اللّه في حرمه العرب ، فواللّه لئن طلبت ما في أيدي بنى أمية ليقتلنك ، ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا ، واللّه انها لحرمه الاسلام تنتهك ، وحرمه قريش حرمه العرب فلا تفعل ، ولا تأت الكوفة ولا تعرض لبنى أمية . . واللّه لئن هلكت لنسترقن بعدك ) ( 1533 ) فبنى أمية ملك الموت ، وقابض الأرواح ، يخشونهم أكثر من خشيتهم للّه ! ! هذه هي حاله الخلافة وحاله الأمة عندما فرض على الحسين ان يقود المواجهة .
1532 - تاريخ الطبري 5 / 371 . 1533 - المصدر نفسه 5 / 351 ، 395 ، 396 .
645
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 645