كان عمر بن الخطاب يعرف كل ذلك ، لذلك استخلف عثمان ، ليجمع بنى أمية حوله ، ليسلط الحقد الأموي ، والنفوذ الأموي على أهل بيت النبوة خاصه ، والهاشميين عامه ، وليمكنهم من قيادة المواجهة ضد أهل بيت النبوة ، بقصد ابعادهم أو استبعادهم نهائيا عن قيادة الأمة ، وقد بدا بنفسه بإثارة أحقاد بنى أمية .
انظر إلى قول عمر لسعيد بن العاص بن سعيد الأموي الذي قتل علي بن أبي طالب أباه :
( انى لأراك معرضا عنى تظن انى قتلت أباك ) ( 1340 ) . . فعمر يذكر هذا الأموي بطريقه ذكية ان الذي قتل والد هذا الأموي هو علي بن أبي طالب ! !
وتسهيلا لمهمة الأمويين بقيادة المواجهة من بعده ضد أهل بيت النبوة ، عين عمر يزيد بن أبي سفيان قائدا للشام ، ولما مات يزيد عين عمر أخاه معاوية ، وولاه في ما بعد على بلاد الشام كلها يجمع كما يريد ، ويتصرف كما يريد بلا رقيب ولا حسيب .
وعين عمرو بن العاص واليا على بلاد مصر ، وجعل خالد بن الوليد علما من الاعلام ، حتى أن خالد لو كان حيا لولاه عمر الخلافة ، وكل واحد من هؤلاء الثلاثة موتور وحاقد على علي بن أبي طالب بالذات وعلى الهاشميين عامه ، وهكذا وضع عمر بن الخطاب الأساس المتين لبناء الدولة الأموية ، ورسم معالم المواجهة المستقبلية مع أهل بيت النبوة ، فالثلاثة هم حكام البلاد من الناحية الفعلية ، وهيا الأسباب لتوطيد حكم عثمان الأموي ، والإعلان عن قيام الدولة الأموية .
بمعنى ان الدولة الأموية كانت موجوده بالفعل قبل مجيء عثمان ، ولكن بتوليه عثمان اعلن عن قيام الدولة الأموية .
الخليفة عثمان يجمع أعداء النبي حوله :
ما ان انتهت مراسم تنصيب الخليفة الجديد ، ومراسم تشييع الخليفة الراحل حتى بدا عثمان عهده ليكون الخليفة الراشد الثالث ، فجمع حوله كل أولئك الذين قادوا المواجهة مع رسول اللّه ، فجعلهم ولاته وحكومته ومستشاريه ، وأطلق يد

1340 - المغازي للواقدي 1 / 9 .

578