بابنيك . . فلم يجبك منهم الا أربعة أو خمسه ) ( 1205 ) .
اللهم اشدد وطأتك على الأنصار :
احتج الأنصار بعدم نصرتهم لعلى وحمايتهم له ولأولاده ببيعتهم لأبي بكر ! !
وكانوا قد بايعوا رسول اللّه قبل بيعتهم لأبي بكر ان يحموه ، ويحموا ذريته كما يحمون ذراريهم .
جاء في مقاتل الطالبيين لأبي فرج الاصفهاني ( 1206 ) عن أبي غسان قال :
( انى لواقف بين القبر والمنبر إذ رايت بنى الحسن يخرج بهم من دار مروان يراد بهم الربذة ، فأرسل إلى جعفر بن محمد الصادق فقال :
ما وراءك ؟ فقلت :
رايت بنى الحسن يخرج بهم في محامل !
فقال :
اجلس فجلست ، فدعا غلاما له ، ثم دعا ربه كثيرا ، ثم قال لغلام له :
فإذا حملوا فات فأخبرني .
قال :
فاتاه الرسول فقال :
قد اقبل بهم .
فقام جعفر فوثب وراء ستر شعر ابيض من ورائه ، فطلع بعبد اللّه بن الحسن وإبراهيم بن الحسن ، وجميع أهله كل واحد منهم معاوله مسود ، فلما نظر إليهم جعفر بن محمد هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته ، ثم اقبل على فقال :
يا أبا عبد اللّه واللّه ما وقت الأنصار ، ولا أبناء الأنصار لرسول اللّه بما اعطوه من البيعة عن العقبة ) .
وقد روى الصادق عن أبيه عن رسول اللّه انه قد قيل له :
( خذ عليهم البيعة في العقبة ؟ فقلت :
كيف آخذ عليهم البيعة ؟ قال خذ عليهم :
يبايعون اللّه ورسوله . . إلى أن قال :
على أن تمنعوا رسول اللّه وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم ! !
ثم قال جعفر :
فواللّه ما وفوا له حتى خرج من بين أظهرهم ، ثم لا أحد يمنع يد لامس ، اللهم فاشدد وطأتك على الأنصار ) ( 1207 ) .

1205 - شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ، 2 / 67 ووقعه صفين لنصر بن مزاحم ص 182 . 1206 - مقاتل الطالبيين ص 219 ، 220 . 1207 - المصدر نفسه .

535