معاوية يكشف أهداف قاده التحالف ، ويخصص المنع ويعمم نقمته على المؤمنين :
روى المدائني في كتابه ( الأحاديث ) كما في شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ، وكما في معالم المدرستين للعلامة العسكري ( 742 ) ان معاوية كتب نسخه واحده إلى كل عماله بعد عام الجماعة ان ( برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبى تراب وأهل بيته ) ( 743 ) .
فمعاوية أحد قاده التحالف ، وعلى علم بالأسباب الحقيقية لمنع أحاديث الرسول ، وطالما ان معاوية بالتعاون مع المنافقين والمرتزقة ، والغافلين عن الدين استطاع ان يقهر المؤمنين وان يحكم أمه محمد بالقوة فما هو الداعي للمؤاربه واللف والدوران والتستر ليعلنها صريحه ( بأنه لا يجوز ان يروى أو يكتب أي حديث يتضمن فضلا أو ذكرا لعلي بن أبي طالب ، أو لأهل بيت النبوة ، ممن يخشى معاوية إذا اعلن الحقيقة ، وكشف عن الغاية من منع حديث الرسول ، فشعار حسبنا كتاب اللّه لم يعد كافيا ، ولا قادرا على حل الاشكالات في مملكته الاسلامية الكبرى ! !
وزيادة في الوضوح عمم معاوية نقمته على كل الذين يوالون علي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة ، فاصدر مرسوما ملكيا ثانيا وعممه على عماله في الآفاق ( ان لا يجيزوا لاحد من شيعه علي بن أبي طالب وأهل بيته شهاده ) ( 744 ) .
واصدر مرسوما ثالثا وعممه على الآفاق هذا نصه :
( ولا تتركوا خبرا برواية أحد من المسلمين في أبى تراب الا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فان هذا أحب إلى وأقر لعيني ، وادحض لحجه أبى تراب وشيعته ) ( 745 ) .

742 - معالم المدرستين 2 / 48 . 743 - شرح النهج تحقيق حسن تميم 3 / 595 ، 596 . 744 - المصدر نفسه . 745 - المصدر نفسه .

347