واصدر مرسوما رابعا وعممه على جميع البلدان هذا نصه :
( ان انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيت النبوة فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه ) ( 746 ) .
واصدر معاوية مرسومه الملكي الخامس وعممه على البلدان ، وهذا نص المرسوم :
( من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم - يعنى عليا وأهل بيت النبوة - فنكلوا به واهدموا داره ) ( 747 ) .
وهكذا صارت تهمه الكفر أخف من تهمه محبه أهل بيت النبوة ، وهكذا وضح معاوية الأسباب الحقيقة لمنع رواية وكتابه أحاديث الرسول ، وصب كامل نقمته ونقمه الدولة التي يرأسها على أهل بيت النبوة ، وعلى كل من يذكر بحبهم ! !
وهكذا كشف معاوية عن غاية قاده التحالف من منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها ، وحدد هذه الغاية تحديدا واضحا ( ودخل البيوت من أبوابها ) اما قاده التحالف الذين سبقوه ، فقد اضطروا ان يخفوا غايتهم الحقيقية ، وان يسلكوا طريقين إلى هذه الغاية ففي حياه الرسول أطلقوا فيه شائعاتهم السرية للتشكيك بقول الرسول ، وخلقه ، وعقله حتى يبطلوا مفاعيل أحاديث الرسول المتعلقة بولاية وقيادة الأمة بعد وفاه الرسول ، والمتعلقة بالدور المميز لأهل النبوة ، ولتحقيق نفس الغاية وبعد موت الرسول وبعد ان استولى قاده التحالف على السلطة صدرت مراسيمهم بحرق أحاديث الرسول المكتوبة ، ومنع رواية وكتابه أحاديث الرسول بدعوى ان القرآن وحده يكفى ، وان رواية وكتابه أحاديث الرسول تصد الناس عن القرآن ، على حد تعبير عمر بن الخطاب ، وتسبب الاختلاف ، على حد تعبير أبى بكر ، وقد استظل الاثنان بخيمة شعارهم العتيد ( حسبنا كتاب اللّه ) ، وقد وثقنا ذلك أكثر من مره .

746 - شرح النهج تحقيق حسن تميم 3 / 595 ، 596 . 747 - شرح النهج ، 3 / 595 ، 596 وكتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الاسلامية ص 67 ، 168 .

348