نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 210
هذه الصحيفة ( الدستور ) ، وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم ) ، وقد حللنا هذه الصحيفة فيما سبق ( 516 ) . ومن المؤكد ان اليهود قد فهموا مضمون الصحيفة ، ووافقوا عليها ، أو على الأقل لم يعترضوا . وليس هنالك ما يمنعهم من الاعتراض عليها ، فتحالفاتهم مع البطون ما زالت قائمه ، ومعهم كافه المنافقين ، ومحمد لم تثبت اقدامه بعد في يثرب ، واليهود أهل مال وقوه ، ولهم نفوذ ، ومع هذا لم يرو أحد بان اليهود قد اعترضوا على هذه الترتيبات ، وكلما روى يفيد بأنهم قد قبلوا بها أو تظاهروا بالقبول . وقد ذهب المؤرخون والرواة وأصحاب السيرة مذهبين : 1 - فمنهم من يقول بان اليهود قد عاهدوا النبي وتعاقدوا معه ، بان تكون حرب النبي حربهم ، وسلمه سلمهم ، وعدوه عدوهم ، ونصوص الصحيفة أو الدستور الذي وضعه النبي لترتيب أوضاع يثرب وما حولها بعد قدومه إليها توكد ذلك ، وسير الاحداث التاريخية يؤكد أيضا هذا القول . 2 - ومنهم من يرى بان اليهود قد عاهدوا النبي وتعاقدوا معه على التعايش معه ، وان لا يعينوا عليه عدوا كائنا من كان . وسيان أخذنا بهذا القول أو ذاك ، فان اليهود على أقل تقدير قد التزموا بعدم معاداة النبي وبالتعايش السلمى معه . نقض العهد والخروج على النبي : من المؤكد ان يهود المدينة وما حولها ذهلوا من سرعه التفاف بطون الأوس والخزرج حول الرسول ، ومن قدره الرسول على استقطابهم ، ومن حاله الانبهار العام التي دفعت هذه البطون لموالاة محمد أو التظاهر بموالاته . واكتشف اليهود بأنهم قد تميزوا أو عزلوا عن المجتمع ، فرأوا ان من الحكمة ان لا يكشفوا أنفسهم ، فاعلنوا انهم باقون على دينهم ، ولكنهم يوالون النبي ويقبلون بقيادته
516 - سيره ابن هشام ، 1 / 501 ومجموعه الوثائق السياسية لمحمد حميد اللّه ، ونظام الحكم في الشريعة والتاريخ لظافر القاسمي ص 31 .
210
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 210