نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 204
طوال فترة البعثة التي سبقت المصالحة ، والتي استمرت 19 عاما . ورجوع محمد دون أداء العمرة احراج كبير لبطون قريش امام العرب ، واعتراف صريح منها بأنها تصد زوار بيت اللّه الحرام ، وبالتالي ليست اهلا لإدارة البيت الحرام ، ومحمد مأجور برجوعه ، لأنه لو اصر على أداء العمرة ، فالشر الذي سيحدث بأدائها أعظم من الخير الذي يرجى بتركها . اما حول البند الذي ينص على التزام النبي برد من يأتيه بدون اذن وليه ، فهو يصب في مصلحه الاسلام ، فمن يؤمن باللّه ورسوله لا يمكنه ان يتخلى عن هذا الايمان ، سواء أكان مع محمد أو عند بطون قريش ، وكثير من المسلمين كانوا يقيمون في مكة ، فمن يرده النبي ينضم للمسلمين المقيمين في مكة ليشكلوا معا قوه يستفاد منها عاجلا أم آجلا . ثم إن بنود الاتفاق متكاملة ، فإذا أخلت بطون قريش ببند منها فان محمدا بحل من هذا الاتفاق بعد ان شاع بين العرب ، واعترفت البطون بحقه باستقطاب من يشاء . وستتاح له الفرصة لتصفية الحركة اليهودية في الجزيرة ، واستقطاب القبائل التي كانت مترددة مراعاة لخاطر بطون قريش . وبكل الموازين السياسية والعسكرية فان صلح الحديبية كان من أعظم الانجازات والفتوحات التي حققها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم . انا عبد اللّه ورسوله : بهذه الكلمات الثلاث أجاب رسول اللّه من لم تعجبه هذه المعاهدة ، بمعنى ان اللّه تعالى هو الذي أمره بالعمرة ، ورتب له الأمور ، فهو عبد اللّه يفعل ما يؤمر ، ورسول اللّه يتقيد بأوامر من ارسله ، فمعه الوحي ومعه الالهام ، وهو لا ينطق عن الهوى . فمحمد يعلم علم اليقين بان ما جرى سوف يجرى ، خطوه بعد خطوه حتى يكتمل بالصورة التي آل إليها . لقد صرح النبي علنا بان اللّه قد أمره بالبيعة ( 506 ) ، وامر مناديا ينادى : ( ان روح
506 - المغازي للواقدي 2 / 603 .
204
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 204