responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 203


عهد محمد وعقده فعل ) وهذا البند ( الثالث ) عام يشمل العرب والعجم ، ومعناه ان قريش تترك الحرية لأي مجموعه بشرية لتدخل في عهد محمد وعقده .
وهذا بحد ذاته انقلاب ، لان اعلام البطون كان يصور محمدا وكأنه ابن عاق من أبنائها خرج عليها ، وكان الصراع بينها وبينه هو صراع عائلي بين عشيرة كبرى وبين فرد خارج عليها ، وبهذه الحالة فإن لم تقف العرب مع العشيرة الكبرى فإنها لن تقف مع ابن العشيرة الخارج عليها .
وجاء اعتراف البطون بحق محمد باستقطاب العرب حوله ليقلب كل المفاهيم ، وليلغى دفعه واحده آثار اعلام البطون ، وليخلق مناخا جديدا للدعوة ، ومجالا رحيبا للدولة الاسلامية .
فدين محمد قائم على السلام ، والكلمة الطيبة والإقناع ، واحترام العقل ، وتقديس الحوار الجدى الباحث عن الحقيقة المجردة ، فإذا وجدت الحرية ، ورفع الحرج ، وسمع الناس حجه محمد ، وقارنوها مع حجه البطون ، واعلامها فسيدخلون بالضرورة في عهد محمد وعقده ، وبوقت يطول أو يقصر ستجد بطون قريش نفسها معزولة ، فهي لا تدعى بدين جديد ، وليس لديها ما تقدمه ، ومع الأيام تصبح جزيره ظلمات وسط نور باهر .
فلذلك كان هذا الاتفاق فتحا حقيقيا لمكة ، وهزيمة ساحقة لبطون قريش ، وكان نصرا موزرا لدبلوماسية الرسول التي حصدت ثمار المواجهة المسلحة مع البطون أفضل حصاد ، وبأقرب الطرق وايسرها ، وحققت كل ما كان يتمناه النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) .
وتحديد مده الصلح بعشر سنين غير ملزم ، فإذا أخلت البطون بهذا الاتفاق ، فهي التي ينبغي ان تدفع الثمن ، وان تواجه قوه تقوى ولا تضعف ، وبهذه الحالة فان محمدا بحل منها .
وحدث هذا بالفعل .
وحول رجوعه على أن يعود العام المقبل ، فالعمرة سبب للمصالحة وطريق إليها ، فقد اتخذ الرسول قرار العمرة لعل مسيرته إلى العمرة تودى إلى المفاوضة ، فالصلح ، وقد أدت العمرة دورها وقادت إلى المصالحة ، وكانت سببا لتخلى قريش بينه وبين العرب ، وهو المطلب الذي قاتل من اجله سته سنوات ، وتمناه

203

نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست