النصر على محمد ، وسار الوفد اليهودي إلى قبيله غطفان الكبيرة واجتمع مع شيوخها ، وتم ضمهم إلى التحالف ، ووعدهم اليهود بتمر خيبر لمده سنه ( 477 ) .
وتحالف معهم بنو سليم ، وبنو أسد يقودهم طلحه الأسدي وبنو فزاره ، وأشجع ، وبنو مره ، وجمعت قريش 4000 مقاتل من اتباعها وأحابيشها ، ومعها 300 فرس ، و 1500 بعير يقودهم سفيان بن عبد شمس حليف حرب بن أمية ، وهو أبو أبى الأعور الذي قاتل مع معاوية في ما بعد في معركة صفين ( 478 ) .
وفى ما بعد تم الاتفاق مع بنى قريضه التي كانت تقيم في المدينة لينضموا إلى هذا التحالف وعددهم 750 مقاتلا ، ومهمتهم ان ينقضوا على المسلمين من الداخل ويطعنوهم من الخلف .
أكبر واغرب التجمعات في التاريخ :
وهكذا جمعت بطون قريش عشره آلاف وسبعمئة وخمسين مقاتلا ، وقبل هذا التجمع لم تشهد الجزيرة العربية في تاريخها الطويل تجمعا بحجمه قط ، والهدف المشترك لكل الأحزاب المكونة لهذا التجمع هو عداوة محمد ، والعمل على القضاء عليه واستئصاله من الوجود ، مع من والاه ، ومن البديهي ان أول أوليائه وحماته هم آله الكرام .
وهذا التجمع من اغرب التجمعات التي عرفها التاريخ أيضا ، فقبائل العرب كانت تعبد أصناما متعددة ، وتدين بالولاء لشيوخها الذين لم يجتمعوا طوال التاريخ حتى يوم غزا أبرهة الحبشي الكعبة ، وهى أقدس مقدساتهم ، ولكنهم اجتمعوا هذه المرة على عداوة محمد وآله ، والعمل على استئصالهم ، وإذا لم يكن غريبا اجتماع العرب مع بعضها فان الغريب حقا ان تجتمع العرب مع اليهود ، وان يشكل الجميع جيشا واحدا له قيادة واحده ! ! !
لست ادرى ماذا بقي من صله الرحم التي كانت تتشدق بها زعامة بطون قريش عامه ، وأبو سفيان وأولاده خاصه ، عندما يتعاونون مع اليهود على ابن عمهم

477 - المصدر السابق . 478 - المصدر السابق 2 / 443 .

185