نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 142
من مطاردة خيل البطون ورجلها له ، تابع رحلته المباركة إلى يثرب ، ووصلها ووجد سكان يثرب ومن حولها من الاعراب قد خرجوا عن بكره أبيهم ليستقبلوه ، وليظهروا أو يتظاهروا باظهار فرحتهم بقدومه ، بغض النظر عن حقيقة نواياهم ، ودوافعهم لهذا الاستقبال والخروج ، وبغض النظر عن اختلافهم الكبير بشأن النبي كما أسلفنا . ومن المؤكد ان سكان يثرب ومن حولها ، كانوا بواقع الحال أحد ثلاثة : 1 - فإما مؤمن صادق يعتبر موالاة النبي وطاعته جزءا من دينه وهذا حال الذين امتحن اللّه قلوبهم للايمان من المهاجرين والأنصار ، كسعد بن عباده ، وسعد بن معاذ ، والمقداد ، وعمار بن ياسر . 2 - واما منافق يتظاهر بالاسلام وبموالاة النبي رغبه أو رهبه ، ويبطن الكفر بالاسلام والحقد على النبي وآله وأوليائه ، ويقيم أوثق العلاقات مع أعدائهم كحال عبد اللّه بن أبي ، وأصحاب مسجد الضرار ، والذين تآمروا على قتل النبي . 3 - واما من اليهود الذين إنبهروا بالسرعة التي التف بها أهل المدينة من العرب حول محمد ، وادركوا ان محمدا صار سيد المدينة وما حولها ، وان لاتباعه الكلمة العليا ، وان مصالحهم ونفوذهم تحت رحمه الرجل واتباعه ، ومن الحكمة ان يتظاهروا بموالاة محمد إلى حين ، حرصا على مصالحهم ، وتجنبا للسباحة بمعاكسة التيار العام . تقييم الموقف والبروز العملي لأركان دوله المواجهة : انتهت فترة مراسم الاستقبال ، واستقر النبي في وطنه الجديد ( المدينة المنورة وما حولها ) وبرزت عمليا أركان دوله المواجهة ، وتولى النبي زمام المبادرة لتوجيه هذا البروز ، وقاد عمليا وبدون ضجة إعلامية بلورة أركان دوله المواجهة المستقبلية . الركن الأول : السلطة أو القيادة السياسية : محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) بالضرورة هو أس السلطة ، وهو القائد
142
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 142