نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 138
وهكذا خرجت يثرب ومن حولها عن بكره أبيها ، ولأول مره في تاريخها ، لتستقبل النبي مظهره له كل مشاعر الاعجاب والاحترام ، والفرح بقدومه ، وعرض عليه العديد من وجهاء يثرب ان يحل ضيفا عليهم ، ومن جمله الذين عرضوا عليه ذلك عبد اللّه بن أبي ( زعيم المنافقين ) ، وتنافسوا لينالوا شرف ضيافته ، وخرج النبي بحل أدهش المتنافسين على استضافته ، وقطع تنافسهم ، حيث قرر ان يحل بالمكان الذي تبرك فيه ناقته المأمورة . القوى الفاعلة في يثرب عند قدوم النبي إليها : 1 - الأوس والخزرج : كانت تسكن يثرب وما حولها قبائل عربية ، أكثرها وأهمها على الاطلاق الأوس ، والخزرج ، وكل قبيله من هاتين القبيلتين ترى ان السيادة إذا آلت للقبيلة الأخرى منهما فإنه حط من قدرها ، وانتقاص من كبريائها ، ولم تتوصلا مع الزمن إلى قاسم مشترك ، مما جر عليهما المتاعب والويلات ، وغرس في نفوس المنتسبين إليهما بذور الحسد والتنافس والكراهية والحقد ، فإذا تبنى الأوس موقفا ، فالخزرج يتبنون بالضرورة الموقف المناقض له ، وإذا اندفعت الخزرج نحو خير ، اندفع الأوس لينالوا أوفره ، وانقسمت كل قبيله من هاتين القبيلتين إلى بطون متعددة ، وجرى تنافس صامت بين هذه البطون لا يقل حده وأثرا عن التنافس الذي كان يجرى بين القبيلتين الأم . كل هذا أوجد حاله من التآكل الداخلي في المجتمع اليثربي الذي تشكل القبيلتان أسسه وقوامه ، وشعورا عميقا بالحاجة إلى حل يأتي من خارج يثرب ، وسعت كل قبيله منهما لتتبنى هذا الحل ، ولتكون لها اليد الطولى بايجاده ، وهذا يفسر السرعة الهائلة التي انتشر بها الاسلام في يثرب ومن حولها . والخلاصة ان أهم القوى الفاعلة في يثرب يكمن في الأوس والخزرج . 2 - القبائل اليهودية : ويسكن المدينة وما حولها مع الأوس والخزرج قبائل يهودية ارتبطت مع
138
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( القصة الكاملة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 138