نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 145
* الفصل الثالث - مواجهة الإمام علي بعد مقتل عثمان . 1 - لم يطق المجتمع الإسلامي حكومة عثمان وبطانته ، وما كانت تقوم به من الاستئثار بأموال المسلمين والاستهانة بأحكام الدين ، فكانت نتيجة ذلك ثورتهم على عثمان التي انتهت بمقتله . وبموت عثمان تحلل الناس من كل بيعة ، وتهافت أهل المدينة والثوار على الإمام علي يطلبون يده للبيعة ( 46 ) ، وقالوا له : لقد قتل عثمان ، ولا بد للناس من إمام ، ولا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك ، ولا أقدم سابقة ، ولا أقرب للرسول ، فقال لهم ، لا تفعلوا ، فإن أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا ، ولما أصروا عليه قال : إذن في المسجد ، فإن بيعتي لا تكون خفية ، ولا تكون إلا عن رضى المسلمين ، وصعد على المنبر ، وكان أول من بايعه طلحة ( 47 ) . قال قيس بن سعد بن عبادة مخاطبا النعمان بن بشير بن النعمان ( أي ابن أول رجل من الأنصار بايع أبا بكر ، والذي انفرد هو وجماعة من دون الأنصار ووقف مع معاوية فيما بعد ) : " أنظر يا نعمان بن بشير ، هل ترى مع معاوية إلا طليقا أو أعرابيا أو يمانيا مندرجا ، وانظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك ، ولستم والله بدريين ولا عقبيين ، ولا لكما سابقة في الإسلام " ( 48 ) . وإذا كان أمثال هؤلاء مع الإمام علي ، فلا شك في كونه خليفة للمسلمين من جميع الوجوه ، وتجب طاعته حسب هذا الظاهر على الأقل . 2 - سرعان ما تحركت الموجة الأولى من المواجهة التي أعدها عمر حال حياته ، فما أن تمت البيعة لعلي حتى جن جنون طلحة والزبير ، فاستئذنا بالذهاب إلى مكة بذريعة العمرة ، والتقيا هناك مع عدوة الإمام علي اللدودة عائشة بنت أبي
145
نام کتاب : المواجهة مع رسول الله ( الخلاصة ) نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 145