responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 91


وعذاب الاستدراج في الحياة الدنيا أبوابه مفتوحة ، يدخل فيها الحاضر إذا أخذ بأسباب الانحراف من الماضي ، وإذا انطلق الحاضر إلى المستقبل ولم تحدثه نفسه بتوبة ، انتهت به خطاه إلى المسيح الدجال ، وفي دائرة الدجال تنال جميع رايات الانحراف والشذوذ عذاب الخزي ، ويقطع الله دابرهم بعذاب الاستئصال . والنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بأن جميع الأنبياء حذروا أممهم من الدجال ، وقال : ( إن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال ) [1] ، وحذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الدجال ومن كل عمل ينتهي إليه ، ومن ذلك قوله :
( وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال ) [2] .
وطريق الدجال يبدأ بانحراف دقيق عند البداية ، ثم يتسع شيئا فشيئا على امتداد المسيرة ، وفي مناطق الاتساع ترفع للشذوذ رايات بعد أن ألفه الناس وهذه الرايات بينها النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخبر بأشراط الساعة ، ومن ذلك قوله : ( من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويثبت الجهل ، ويشرب الخمر ، ويظهر الزنا ) [3] ، وقال : ( إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ، ويكثر فيها الهرج ، والهرج القتل ) [4] ، فهذه العلامات تظهر على طريق الفتن والانحراف ، وبينها النبي الخاتم ليراجع الناس أنفسهم على امتداد المسيرة ، ويشهدوا له بالنبوة بعد أن رأوا أحداثا أخبر بها يوم أن كانت غيبا ، فالأحداث في عالم المشاهدة المنظور دعوة للتوبة ، وتحذير من العقاب الذي يؤدي إليه الاستدراج .
وآخر الزمان يقف تحت أعلام الدجال جميع المسيرات التي انحرفت عن ميثاق الفطرة وأشركت بالله ، ويقف تحتها صناع الفتن وأصحاب الأهواء وتجار الشذوذ وجلادو الشعوب ، وجميع الذين ظلموا وصدوا عن سبيل الله العزيز



[1] رواه الإمام أحمد ، الفتح الرباني : 24 / 69 .
[2] رواه أحمد والبزار ، ورجاله رجال الصحيح ، المصدر نفسه .
[3] رواه مسلم ، الصحيح : 8 / 58 .
[4] المصدر نفسه .

91

نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست