نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 67
وهم الأنبياء ومن اتبعهم من القائمين بحدود الله وأوامره ، المؤدين فرائض الله ، ثم ذكر - سبحانه - الخلف : أي البدل السيئ ، وقوله تعالى : ( فخلف من بعدهم ) ، أي قام مقام أولئك الذين أنعم الله عليهم ، وكانت طريقتهم الخضوع والخشوع لله بالتقدم إليه بالعبادة ، قوم سوء أضاعوا الصلاة ، وضياع الشئ : فساده أو افتقاده ، ومعنى أنهم أضاعوا الصلاة : أي أفسدوها بالتهاون فيها والاستهانة بها ، حتى تنتهي إلى أمثال اللعب بها والتغيير فيها والترك لها ، فإذا كانوا قد فعلوا هذا بالصلاة فإنهم لما سواها من الواجبات أضيع ، لأنها عماد الدين وقوامه ، ثم أخبر - سبحانه - بأن القوم السوء الذين أضاعوا الصلاة ، وهي الركن الأصيل في العبودية ، واتبعوا الشهوات ، هؤلاء سيلقون غيا : أي خسارة ، وهذه العقوبة سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ، يعاقب الله بها كل خلف طالح ، وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية ، أن هذا الخلف في هذه الأمة أيضا [1] والخسارة التي توعد الله بها الخلف الذين أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، يحمل أسبابها أمراء السوء وسبايا السوء الذين تربوا على القصص ، وتسربت إليهم روح الأمم المستعلية الجبارة ، فهؤلاء وغيرهم فتحوا أبواب القتال من أجل الملك ، وعند نهاية القتال ، وفي نهاية المسيرة كانت الخسارة عنوانا رئيسيا لكل شئ في عالم الاستدراج . أما القتال على الملك ، فيشهد به أبو برزة الأسلمي ، روى البخاري عن أبي المنهال قال : ( لما كان ابن زياد ومروان بالشام ، ووثب ابن الزبير بمكة ، ووثب القراء بالبصرة ، انطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال أبي : يا أبا برزة ، ألا ترى ما وقع فيه الناس ؟ فقال : إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش ، إنكم - يا معشر العرب - كنتم على الحال الذي علمتم من الذلة والقلة والضلالة ، وإن الله أنقذكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ،