نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 65
ثم جاء عام ستين ، وهو العام الذي حمل الصبيان أعلامه ، وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( تعوذوا بالله من رأس الستين ومن إمارة الصبيان ) [1] ، وقال : ( ويل للعرب من شر قد اقترب على رأس الستين تصير الأمانة غنيمة ، والصدقة غرامة ، والشهادة بالمعرفة ، والحكم بالهوى ) [2] ، فرأس الستين تطوير للعربة التي تنطلق بوقود الرأي ، ورأس الستين هو الوعاء الذي يصب فيه إماتة الصلاة من العهود التي سبقته ، وينطلق منه وقود إضاعة الصلاة ، وقراءة القرآن بلا تدبر ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخبر بالغيب عن ربه : ( يكون خلف بعد ستين سنة ، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ، ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم ، ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق ، وفاجر ) [3] ، وعن أبي سعيد قال : ( المنافق كافر به ، والفاجر يتأكل منه ، والمؤمن يؤمن به ) [4] . ومن الدلائل على أن جيل الستين أخذ وقوده ممن سبقه ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر في حديث آخر بأن كثرة المال هي الخلفية الأساسية التي يتم عليها تفريخ هؤلاء ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( مما أتخوف على أمتي أن يكثر فيهم المال حتى يتنافسوا فيقتلون عليه ، وإن مما أتخوف على أمتي أن يفتح لهم القرآن ، حتى يقرأه المؤمن والكافر والمنافق ) [5] . فالمال أنتج التنافس ، والتحاسد والتدابر ، والتباغض ، والبغي ، وفتح القرآن أمام العامة - مع عدم وجود العالم به - أدى إلى ترتيله في زحام الأسواق ، حيث لا مستمع ولا منصت ، ومن الأصاغر أخذ العلم الذي أدى
[1] رواه أحمد وأبو يعلى ، كنز العمال : 11 / 119 . [2] رواه الحاكم وصححه المستدرك : 4 / 483 . [3] رواه أحمد ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات ، الزوائد : 6 / 231 ، وقال ابن كثير : رواه أحمد وإسناده على شرط السنن ، البداية : 6 / 228 ، التفسير : 3 / 128 ورواه ابن حبان في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والبيهقي ، كنز : 11 / 195 ، المستدرك : 4 / 507 . [4] رواه الحاكم وصححه ، وأقره الذهبي ، المستدرك : 4 / 507 . [5] رواه الحاكم وصححه ، كنز : 10 / 200 .
65
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 65