نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 59
اليوم فقد أعز الله الإسلام وأغنى عنكم ، فإن ثبتم على الإسلام ، وإلا فبيننا وبينكم السيف ، فرجعوا إلى أبي بكر ، فقالوا : أنت الخليفة أم عمر ؟ بذلك لنا الخط ومزقه عمر ، فقال أبو بكر ، هو إن شاء الله ، ووافق عمر ) [1] . وعن الشعبي أنه قال : ( كنت المؤلفة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما ولي أبو بكر انقطعت ) [2] ، واعترض ابن قدامة على انقطاع سهم المؤلفة وقال : إن الله - تعالى - سمى المؤلفة في الأصناف الذين سمى الصدقة لهم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إن الله حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء ) ، وكان - عليه الصلاة والسلام - يعطي المؤلفة كثيرا في أخبار مشهورة ، لم يزل كذلك حتى مات ، ولا يجوز ترك كتاب الله وسنة رسوله إلا بنسخ ، والنسخ لا يثبت بالاحتمال ، ثم إن النسخ إنما يكون في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن النسخ إنما يكون بنص ولا يكون النص بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانقراض زمن الوحي ، ثم إن القرآن لا ينسخ إلا بقرآن ، وليس في القرآن نسخ لذلك ولا في السنة ، فكيف يترك الكتاب والسنة بمجرد الآراء والتحكم ، أو بقول صحابي أو غيره ؟ [3] . والخلاصة ، ختم الله - تعالى - آية الأنفال بقوله : ( وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) ( الأنفال : 1 ) ، وفي هذا تحذير من الاختلاف ، وإخبار بأن طاعة الرسول طاعة لله ، وختم - سبحانه - آية الخمس بقوله : ( إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ) ( الأنفال : 41 ، ) قال ابن كثير : ( أي امتثلوا ما شرعنا لكم من الخمس في الغنائم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وما أنزلنا على الرسول في القسمة ) [4] ، وختم سبحانه آية الزكاة بقوله : ( فريضة من الله والله عليم حكيم ) ( التوبة : 60 ) ، قال ابن كثير :
[1] الفتح الرباني : 9 / 62 ، الدر المنثور : 2 / 252 ، تفسير المنار : 10 / 496 ، فقه السنة ، سيد سابق : 1 / 425 . [2] رواه ابن أبي شيبة والطبراني ، تحفة الأحوازي : 3 / 335 . [3] المغني ، ابن قدامة : 2 / 666 . [4] تفسير ابن كثير : 2 / 313 .
59
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 59