نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 55
ويشهد التاريخ أن هذه الخزانة أضرت أكثر مما نفعت ، فبعد أن بسط بنو أمية أيديهم على بيوت المال التي تركها عمر بن الخطاب ، اتخذوا دين الله دغلا ، ومال الله دولا ، وعباد الله خولا ، واستمرت بيوت المال على امتداد المسيرة يشتري بها الحكام الذمم ويسفكون بها الدم الحرام . وكان هناك العديد من الصحابة الذين عارضوا سياسة عدم قسمة الغنائم على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، منهم الزبير بن العوام ، فعن سفيان بن وهب قال : ( لما فتحنا مصر بغير عهد ، قام الزبير فقال : اقسمها يا عمرو بن العاص ، فقال : لا أقسمها ، فقال الزبير : والله لتقسمنها كما قسم رسول الله خيبر ، فقال : والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين ، فكتب عمر إليه : أقرها حتى تغزوا منها حبل الحبلة ) [1] ، قال المفسرون في رد عمر : ( يريد حتى يغزوا أولاد الأولاد ويكون عاما في الناس ) ، وقيل : ( أو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول ) . ويشهد التاريخ أن عمرو بن العاص بسط يده على مصر كلها ، وكان خراجها له طيلة حياته في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وذلك عندما تكاتف عمرو مع معاوية على علي بن أبي طالب ، فكافأه معاوية بأن تكون مصر له طعمة ، ومن الذي اعترضوا على قرار عمر : بلال بن رباح ، فقد قال لهم عندما افتتحوا أرضا : اقسمها بيننا وخذ خمسها ، فقال عمر : لا ، هنا عين المال ، ولكني أحبسه فيئا يجري عليهم وعلى المسلمين ، فقال بلال وأصحابه : اقسمها بيننا ، فقال عمر : اللهم اكفني بلالا وذويه . قال راوي الحديث : فما حال الحول ومنهم عين تطرف [2] ، أي : ماتوا بفضل دعاء عمر . وكان بلال كثير الاعتراض على سياسة عمر ، عن ابن أبي حازم قال : ( جاء بلال إلى عمر حين قدم الشام ، وعنده أمراء الأجناد ، فقال : يا عمر ،
[1] رواه الشيخان وابن عساكر وابن زنجويه وأبو عبيد ، كنز : 4 / 557 . [2] المغني ، لابن قدامة : 2 / 716 .
55
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 55