نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 35
عنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله ، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان يسأله ويستفهمه ، حتى أن كانوا يحبون أن يجئ الأعرابي والطارئ ، فيسأله - عليه الصلاة والسلام - حتى يسمعوا ، وقال الإمام علي : وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته [1] . ويضاف إلى هذه الأصناف ، الذين احترفوا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عهده ، حتى قام خطيبا فقال : من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار ) . ونظرا لاتساع الهوة في رواية الحديث بعد إبعاد أهل البيت عن مكانتهم في الذروة ، اختلف الناس في الفتوى ، حتى قال الإمام علي : ( ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام ، فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا ، وإلههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد ، أفأمرهم الله - تعالى - بالاختلاف فأطاعوه ؟ أم نهاهم عنه فعصوه ؟ أم أنزل سبحانه دينا تاما فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه ؟ والله تعالى يقول : ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) ( الأنعام : 38 ) ، وفيه تبيان كل شئ . وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا ، وأنه لا اختلاف فيه : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( النساء : 82 ) . إن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلا به ) [2] . ويشهد بعدم معرفة جميع الصحابة بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واختلافهم في الفتوى ، ما رواه البخاري عن أبي هريرة أنه قال : ( إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يشبع
[1] أنظر : شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 3 / 591 . [2] المصدر نفسه : 1 / 233 .
35
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 35