responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 26


وبينت الدعوة أن الذين لا يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، والذين لم يأخذوا بما أمرهم - تعالى - به من طاعة ، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه من نهي ، فهؤلاء خاسرون في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) البقرة : 27 ) ، وقال جل شأنه : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) ( محمد : 22 - 23 ) .
وبينت الدعوة الإلهية الخاتمة أن عدم مودة الذين أمر الله بمودتهم ، يفتح الطريق أمام مودة أعداء الفطرة ، وقد أمروا بعدم مودتهم ، قال تعالى :
( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) ( الممتحنة : 1 ) ، فالآية تنهى عن مودة المشركين والكفار ، وتنهى أن يتخذوا أولياء وأصدقاء وأخلاء ، قال تعالى حاكيا عن إبراهيم قوله لقومه : ( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ) ( العنكبوت : 25 ) ، قال المفسرون : وبخهم على سوء صنيعتهم في عبادة الأوثان ، وقال : إنما اتخذتم هذه ليجتمعوا على عبادتها صداقة وألفة منكم ، بعضكم لبعض في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة ينعكس هذا الحال ، فتصبح هذه الصداقة والمودة بغضا وشنانا ، وتتجاحدون ما كان بينكم ، ويلعن الأتباع المتبوعين ، والمتبوعون الأتباع .
فالطريق يبدأ بأمر الله ونهيه ، وعلى امتداد الطريق يمتحن الله الناس ببعضهم ، فمن سلك في ما أمر الله به نجا ، ومن لم يأخذ بوصايا الله ضل ، والله - تعالى - أمر بصلة الأرحام ، وذروة الأرحام عترة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله - تعالى - جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وإن الله - تعالى - جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب ) [1] ، وقال : ( إن لكل بني أب عصبة



[1] رواه الطبراني عن جابر ، والخطيب عن ابن عباس ، كنز العمال : 11 / 600 .

26

نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست