نام کتاب : الطريق إلى المهدي المنتظر ( ع ) نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 73
أولا : الظلم والجور الظلم هو : وضع الشئ في غير موضعه ، وقال في لسان العرب : ومن أمثال العرب في الشبه : من استرعى الذئب فقد ظلم ، وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد ، ومنه حديث الوضوء : ( فمن زاد أو نقص ، فقد أساء وظلم ) ، أي أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بأدب الشرع ، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب من ترداد المرات في الوضوء ، وفي التنزيل : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ) ( الأنعام : 82 ) ، قال ابن عباس : أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك ، والظلم : الميل عن القصد . والعرب تقول : إلزم هذا الصوب ولا تظلم عنه ، أي لا تجر عنه ، وقوله تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ) ( لقمان : 13 ) ، يعني أن الله - تعالى - هو المحيي المميت ، الرازق المنعم وحده لا شريك له ، فإذا أشرك به غيره ، فذلك أعظم الظلم ، لأنه جعل النعمة لغير ربها [1] . وبينت الدعوة الخاتمة أن الافتراء على الله كذبا ، والتكذيب بآياته أو الإعراض عنها ، والصد عن سبيله - سبحانه - من أعظم الظلم ، لأن الظلم يعظم بعظمة من يتعلق به ، وإذا اختص بجنب الله كان أشد الظلم ، وأخبر - سبحانه - في كتابه بأنه أهلك القرون الأولى لما ظلموا ، ووعد - سبحانه - رسله بهلاك الظالمين ، قال تعالى : ( فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم ) ( إبراهيم : 13 - 14 ) . وبالنظر إلى المسيرة البشرية ، تجد أن الظلم ، في نهاية المطاف ، تدثر بأكثر من دثار من حرير وزخرف ، وأصبح له عقائد وثقافات وقوانين ، تشرف عليها حكومات وهيئات وجمعيات ، والخارج عن هذه العقائد والقوانين هو