وثانيا : أليس الله تعالى يقول : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار . . . ) [1] . فالله ينهي عن طاعة الظالمين فكيف يأمر بها نبيه ؟ ! نعم ، إن معاوية وملوك بني أمية وبني العباس وضعوا هذه الأحاديث حتى لا يخرج عليهم أحد ولا ينهاهم مسلم ، وهل يريد الحكام الظالمون أكثر من ذلك ؟ ! وتعال إلى حديث آخر شبيه بالسابق : قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر ، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية " [2] . إن هذا الحديث كذب صريح ، وإلا لو كان صحيحا فلماذا خالفه الصحابة أنفسهم ، أليس قد فارق علي بن أبي طالب جماعة المسلمين ولم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر ؟ أليس قد خالفت عائشة هذا الحديث وخرجت على علي في حرب الجمل مع طلحة والزبير ؟ ! أليس قد فارق عبد الله بن عمر الجماعة ولم يبايع عليا طيلة خلافته ثم بايع بعد ذلك يزيد وعبد الملك بن مروان ؟ ! وهناك حديث آخر يعارض هذه الأحاديث ، يقول : عن عبد الله عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كره ما لم يؤمر
[1] سورة هود : 113 . [2] تجد الحديث قريب منه في لفظه في مسند أحمد 4 : 96 .