« أهل السنّة » ومحق السنّة نريد في هذا الفصل توضيح شيء مهم لا غنى للباحث أن يتعمق فيه ، ليكتشف بدون لبس بأنّ الذين يتسمّون « بأهل السنّة » ليس لهم في الحقيقة من سنّة النبيّ شيء يذكر . وذلك لأنّهم ، أو بالأحرى لأنّ أسلافهم من الصحابة والخلفاء الراشدين عندهم الذين يقتدون بهم ، ويتقرّبون إلى الله بحبّهم وولائهم ، قد وقفوا من السنّة النبويّة موقفاً سلبياً إلى درجة أنّهم أحرقوها ، ومنعوا من كتابتها والتحدّث بها ( 1 ) . وإضافة لما سبق توضيحه لا بدّ لنا من كشف الستار عن تلك المؤامرة الخسيسة التي حيكتْ ضدّ السنّة النبويّة المطهّرة لمنع انتشارها والقضاء عليها في المهد ، وإبدالها ببدع الحكّام واجتهاداتهم ، وآراء الصحابة وتأويلاتهم . وقد عمل الحكّام الأولون : أوّلا : على وضع الأحاديث المكذوبة التي تؤيّد مذهبهم في منع الكتاب لعموم السنّة النبويّة والأحاديث الشريفة . فها هو الإمام مسلم يخرج في صحيحه ، عن هدّاب بن خالد الأزدي ،
1 - يراجع في هذا الصدد كتاب « فاسألوا أهل الذكر » من صفحة 200 وما بعدها ( المؤلّف ) .