الخلافة وما يجب للأئمة قبله ! فقال لي : وما يمنعني من ذلك ؟ ! قلت : حديث ابن عمر . فقال لي : عمر خير من ابنه ، فقد رضي عليّاً للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى ، وعلي قد سمّى نفسه أمير المؤمنين ، فأقول أنا ليس للمؤمنين بأمير ؟ ! قال : فانصرفت عنه ( 1 ) . ومن هذه القصّة يتبيّن لنا بأنّ « أهل السنّة » لم يقبلوا بخلافة علي ويقولوا بصحّتها إلاّ بعد أحمد بن حنبل بكثير ، كما لا يخفى . ويظهر جليَّاً من هذا المحدّث أنّه زعيم « أهل السنّة والجماعة » ومتكلّمهم ; لأنّهم يرفضون خلافة علي محتجين على ذلك بحديث عبد الله ابن عمر - فقيه أهل السنّة - والذي أخرجه البخاري في صحيحه ، وبما أنّهم يقولون بأنّ البخاري هو أصحّ الكتب بعد كتاب الله ، فكان لزاماً عليهم رفض خلافة علي وعدم الاعتراف بها . وقد ذكرنا هذا الحديث في كتاب « فاسألوا أهل الذكر » ولا بأس بإعادته لتعميم الفائدة ، فإنّ في الإعادة إفادة ، أخرج البخاري في صحيحة عن عبد الله بن عمر ، قال : « كنّا نُخيّر بين الناس في زمن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنخير أبا بكر ، ثمّ عمر بن الخطّاب ، ثمّ عثمان بن عفان ( رضي الله عنهم ) ( 2 ) .
1 - كتاب طبقات الحنابلة 1 : 393 رقم 510 ، ترجمة وَرَيْزة بن محمّد الحمصي . 2 - صحيح البخاري 4 : 191 ، ( كتاب بدء الخلق ، باب فضل أبي بكر بعد النبيّ ) .