ولعلّ أحمد بن حنبل بهرته الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل علي ، والتي ظهرت رغم أنف الحكّام ، فهو القائل : « لم يرد في أحد من الناس من الفضائل بالأحاديث الحسان مثل ما ورد في علي بن أبي طالب » ( 1 ) . عند ذلك ربّع بخلافته واعتبرها صحيحة ، بعد ما كانت عندهم منكورة . الدّليل على ذلك : جاء في طبقات الحنابلة - وهو الكتاب الصحيح والمشهور عندهم - : عن ابن أبي يعلى بالإسناد عن وُرَيْزة الحمصي قال : دخلتُ على أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعلي ( رضي الله عنه ) ( 2 ) فقلت له : يا أبا عبد الله إنّ هذا طعن على طلحة و الزبير ! فقال : بئسما قلتَ ، وما نحن وحرب القوم وذكرها ؟ فقلت : أصلحك الله إنّما ذكرناها حين ربَّعتَ بعلي وأوجبْتَ له
1 - نحوه في مستدرك الحاكم 3 : 107 ، وسكت عنه الذهبي مقراً بصحته ، شواهد التنزيل للحسكاني 1 : 26 . 2 - أُنظر إلى هذا المحدّث رغم أنّه لا يسبّ عليّاً ولا يلعنه بل يقول : ( رضي الله عنه ) ولكنّه لا يقبل بأن يكون علي معدوداً من الخلفاء وينكر ذلك على أحمد بن حنبل ، وقوله : « إنّما ذكرناها » يدلّ على أنّه يتكلّم باسم الجماعة وهم أهل السنّة الذين بعثوه إلى أحمد بن حنبل منكرين عليه ( المؤلّف ) .