الصلاة ، يسألهم عمّا كان يقرأ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في عيد الفطر وعيد الأضحى . فقد أخرج مسلم في صحيحه في كتاب صلاة العيدين ، عن عبيد الله بن عبد الله ، أن عمر بن الخطّاب سألَ أبا واقد اللّيثي ما كان يقرأ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الأضحى والفطر ، فقال : كان يقرأ فيهما ب * ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) * و * ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) * ( 1 ) . وعن أبي واقد اللّيثي أنّه قال : سألني عمر بن الخطّاب عمّا قرأ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم العيد فقلتُ : ب * ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) * و * ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) * ( 2 ) . فشهادة عبيد الله وأبو واقد الليثي على عمر بأنّه لم يكن يعرف قراءة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في العيدين ، إذا أضفنا إليها شهادة أُبي بن كعب ، وشهادته هو على نفسه بأنّه كان يشغله عن القرآن والسنّة الصفقُ بالأسواق ; عرفنا الأسرار والألغاز التي بقيت حتّى الآن محيّرة للعلماء ، كفتواه بترك الصلاة للمجنب الذي لا يجد الماء ، وجهله بأحكام التيمّم التي جاء بها القرآن والسنّة ، وكحكمِهِ في الكلالة التي قضى فيها بعدّة أحكام متناقضة ، رغم نزولها في كتاب الله ، ورغم ما جاء فيها من التفصيل والبيان في السنّة النبويّة ، فإنّ عمر لم يفهمها إلى أن فارق الحياة ( 3 ) . ولو وقف عمر عند حدّه ، وحاول التعلّمَ للقضاء على جهله ، لكان خيراً له
1 - صحيح مسلم 3 : 21 ، ( كتاب الصلاة ، باب ما يقرأ به في صلاة العيدين ) . 2 - صحيح مسلم 3 : 21 ، ( كتاب الصلاة ، باب ما يقرأ في صلاة العيدين ) . 3 - أخرج البيهقي في سننه أنّ عمر سأل النبيّ عن ميراث الجدّ مع الإخوة ، فقال له النبيّ : ما سؤالك عن هذا يا عمر ؟ إنّي أظنّك تموت قبل أن تعلمه ، قال سعيد بن المسيّب : فمات عمر قبل أن يعلمه .