وإذا أردنا دليلا آخر ، فما علينا إلاّ أن نحلّل موقف « أهل السنّة والجماعة » من ذكرى يوم عاشوراء ، ذلك اليوم المشؤوم الذي هُدم فيه ركن الإسلام بقتل سيّد شباب أهل الجنّة ، والعترة الطاهرة من ذرّية المصطفى ، والنخبة الصالحة من أصحابه المؤمنين . أوّلا : نلاحظ أنّهم يقفون من قتلة الحسين موقف الراضي الشامت المعين ، ولا يستغرب منهم ذلك ، فقتلة الحسين كلّهم من « أهل السنّة والجماعة » ، ويكفي أن نعرف بأنّ قائد الجيش الذي ولاَّه ابن زياد لقتل الحسين هو عمر بن سعد بن أبي وقاص . ولذلك ف « أهل السنّة والجماعة » يترضّون على الصحابة أجمعين بما فيهم قتلة الحسين والذين شاركوهم ، ويوثّقون أحاديثهم ، بل وفيهم من يعتبر الإمام الحسين « خارجياً » ; لأنّه خرج على أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ! وقد قدّمنا فيما سبق بأنّ فقيه « أهل السنّة والجماعة » عبد الله بن عمر قد بايع يزيد بن معاوية ، وحرَّم أن يخرج أحد من أتباعه على يزيد ، وقال : « نحن مع من غلب » . ثانياً : نرى بأنّ « أهل السنّة والجماعة » على مرّ التاريخ من يوم عاشوراء إلى يوم الناس هذا ، يحتفلون بيوم عاشوراء ويجعلونه عيداً ، يخرجون فيه زكاة أموالهم ويوسعون فيه على عيالهم ، ويروون بأنّه يوم بركات ورحمات . ولا يكفيهم كلّ ذلك ، فتراهم إلى اليوم يشنّعون على الشيعة ، وينتقدون بكاءهم على الحسين ، وفي بعض البلدان الإسلامية يمنعونهم من إقامة