ورغم أنّ أهل البيت أدرى بما فيه ، فهم ذرّية المصطفى وعترته ، ورغم أنّهم لم يسبقهم أحد في علم ولا في عمل ، وأنّهم وأكبوا مسيرة الأُمّة طوال ثلاثة قرون ، وتداولوا الإمامة الروحية والدينية عبر الأئمة الاثني عشر الذين لم يخالف منهم واحد رأي الثاني ; فإننا نجد « أهل السنّة والجماعة » يتعبّدون بالمذاهب الأربعة التي لم تخلق إلاّ في القرن الثالث للهجرة ، والتي يخالف فيها بعضهم رأي البعض الآخر ، ومع ذلك نبذوا أهل البيت وراء ظهورهم ، ووقفوا منهم موقف العداء ، بل وحاربوا كلّ من تشيَّع لهم ، ولا زالوا يحاربونهم حتى يوم الناس هذا .