الدين كما يمرق السهم من الرمية » . وقد يتوقّف فلا يصلّي على أحد الصحابة الذين استشهدوا في غزوة خيبر ضمن جيش المسلمين ، ويكشف على حقيقته ويقول : « إنّه غلّ في سبيل الله » ( 1 ) ، ولمّا فتّشوا متاعه وجدوا فيه خرزاً من خرز اليهود . ويحدّثنا المحدّثون ( 2 ) أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عطش في غزوة تبوك ، فقال المنافقون : إنّ محمّداً يخبر بأخبار السماء ، ولا يعلم الطريق إلى الماء ، فنزل جبريل وأخبره بأسمائهم ، وأخبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهم سعد بن عبادة ، فقال له سعد : إن شئت ضربت أعناقهم ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « لا يتحدّث الناس أنّ محمّداً يقتل أصحابه ، ولكن نحسن صحبتهم ما أقاموا معنا » ( 3 ) . وقد سار فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما أشار به القرآن الكريم في حقّهم ، فقد رضي الله عن الصادقين منهم ، وغضب على المنافقين والمرتدّين والناكثين منهم ، ولعنهم في العديد من الآيات المحكمات ، وقد وافينا البحث لهذا الموضوع في كتاب « فاسألوا أهل الذكر » في فصل « القرآن الكريم يكشف حقائق بعض الصحابة » ، فمن أراد التحقيق فعليه بالرجوع إلى الكتاب المذكور .
1 - مسند أحمد 4 : 114 ، سنن ابن ماجة 2 : 950 ح 2848 ، سنن أبي داود 1 : 614 ح 2710 . 2 - سعد بن عبادة : 16 . 3 - قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « لا يتحدّث الناس أنّ محمّداً يقتل أصحابه ، ولكن نحسنُ صحبتهم . . . » فيه دليل واضحٌ على أنّ المنافقين هم من الصحابة ، فقول « أهل السنّة والجماعة » بأنّ المنافقين ليسوا من الصحابة مردود عليهم ; لأنّه ردٌّ على رسول الله الذي يُسمّيهم أصحابه ( المؤلّف ) .