الصحابة عند « أهل السنّة والجماعة » أمّا « أهل السنّة والجماعة » فقد بالغوا في تنزيه الصحابة ، والقول بعدالتهم جميعاً بدون استثناء ، وخرجوا بذلك على حدود العقل والنقل عندما أنكروا على من ينتقد أحداً منهم ، أو يقول بعدم عدالته فضلا عن تفسيقهم ، وإليك طرفاً من أقوالهم لتعرف بُعدهم عن مفاهيم القرآن ، وما ثبت في السنّة النبويّة الصحيحة ، وما أثبته العقل والوجدان : هذا الإمام النووي يقول في شرح صحيح مسلم : « إنّ الصحابة - رضي الله عنهم - كلهم هم صفوة الناس وسادات الأُمّة ، وأفضل ممّن بعدهم ، وكلّهم عدول قدوة لا نخالة فيهم ، وإنّما جاء التخليط ممّن بعدهم ، وفيمن بعدهم كانت النخالة » ( 1 ) . وهذا يحيى بن معين يقول : « كلّ من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دجّال لا يكتَب عنه ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » ( 2 ) . وهذا الذهبي يقول : « من الكبائر سبُّ أحد من الصحابة ، فمن طعن فيهم أو سبّهم ، فقد خرج من الدين ومرق من ملّة المسلمين » ( 3 ) .
1 - شرح النووي على مسلم 12 : 216 . 2 - تهذيب التهذيب 1 : 447 ، تاريخ بغداد 7 : 145 . 3 - الكبائر للذهبي : 236 - 237 ( الكبيرة السبعون في سب الصحابة ) .