الإسلاميّة ، ولو تمكَّن علي من الخلافة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحكم المسلمين ، لتواصلت خلافته إلى سنة أربعين للهجرة أعني ثلاثون عاماً بعد النبيّ ( 1 ) ، وهي مدّة كافية لإرساء قواعد الإسلام بكلّ أُصوله وفروعه ، ولتمكَّن ( عليه السلام ) من تطبيق كتاب الله وسنّة رسوله بدون تحريف ولا تأويل . ولو وليها بعد وفاته سيّدا شباب أهل الجنّة الإمام الحسن والإمام الحسين ، وأولادهم المعصومين بقية الأئمة ( عليهم السلام ) ، لتواصلت خلافة الراشدين ثلاثة قرون ، ولم يكن بعدها للكافرين والمنافقين والملحدين تأثير ولا وجود ، ولكانت الأرض غير الأرض والعباد غير العباد ، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم . يبقي هناك دائماً اعتراض من بعض « أهل السنّة والجماعة » على هذا الاحتمال وذلك من وجهين : الأوّل : إنّهم يقولون بأنّ ما وقع هو الذي اختاره الله وأراده ، ولو أراد الله أن يقود المسلمين عليّ والأئمة من ولده ( عليهم السلام ) لكان ذلك ، وهم يردّدون دائماً « الخير فيما اختاره الله » . الثاني : إنّهم يقولون : لو تولّى علي الخلافة مباشرة بعد النبيّ ، وأعقبه الحسن والحسين لأصبحت الخلافة وراثية يرثها الأبناء على الأباء ، وهذا لا يقرّه الإسلام الذي ترك الأمر شورى بين الناس . وإجابة على ذلك و لرفع الالتباس نقول : أوّلا : ليس هناك دليل واحد على أنّ ما وقع هو الذي اختاره الله وأراده ،
1 - لأنّ أبا بكر وعثمان توفّوا في حياة الإمام علي ( المؤلّف ) .