يوم أحد ، وأبوه الذاب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعن حوزته ، وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلّبان عليه القبائل . على هذا مات أبوك ، وعلى ذلك خلفته ، والشاهد عليك بذلك من تدني ، ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ، ورؤساء النفاق والشقاق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والشاهد لعليّ مع فضله المبين وسابقته القديمة أنصاره الذين معه الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ، ففضَّلهم وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، فهم معه كتائب وعصائب يجالدون حوله بأسيافهم ، ويهرقون دماءهم دونه ، يرون الحقّ في اتباعه والشقاء في خلافه . فكيف - يا لك الويل - تعدل نفسك بعليّ ، وهو وارث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووصيّه وأبو ولده ، وأوّل الناس له اتباعاً وأقربهم به عهداً ، يخبره بسرّه ، ويطلعه على أمره ، وأنت عدوّه وابن عدوه ؟ ! فتمتّع في دنياك ما استطعت بباطلك ، و ليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكأنّ أجلك قد انقضى ، وكيدك قد وهى ، وسوف يتبيّن لك لمن تكون العاقبة العليا ! واعلم أنّك إنّما تكايد ربّك الذي قد أمنت كيده ، وآيست من روحه ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور . والسلام على من اتبع الهدى ( 1 ) . * * *
1 - مروج الذهب للمسعودي 3 : 11 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 : 188 ، أنساب الأشراف للبلاذري : 393 .