ابن عمر : إنّ أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : من تبع جنازة فله قيراط من الأجر . فقال ابن عمر : أكثر أبو هريرة علينا ، فصدّقت عائشة أبا هريرة وقالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقوله ، فقال ابن عمر : لقد فرَّطنا في قراريط كثيرة ( 1 ) . وتكفينا شهادة عمر بن الخطّاب في ابنه عبد الله عندما قال له أحد المتملّقين ، وهو على فراش الموت : استخلف عبد الله بن عمر ، فقال له : كيف استخلف عليهم من لا يعرف كيف يطلِّق زوجته ؟ ( 2 ) فهذا هو ابن عمر ولا أحد يعرفه أكثر من أبيه . وأمّا الأحاديث المكذوبة التي خدم بها سيّده معاوية فكثيرة جداً ، ونذكر منها على سبيل المثال قوله : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية ، ثمّ قال من الغد : يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة ، فطلع معاوية ، ثمّ قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية . وقوله : لما نزلت آية الكرسي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمعاوية : أكتبها ، فقال معاوية : ما لي بكتبها إن كتبتها ؟ قال : لا يقرأها أحد إلاّ كُتب لك أجرها . وقوله : أما إنّ معاوية يبعث يوم القيامة وعليه رداء من نور الإيمان ( 3 ) . وأنا لا أدري لماذا لم يُلحق « أهل السنّة والجماعة » سيّدهم معاوية كاتب الوحي بالعشرة المبشّرين بالجنّة وسيّدهم ابن عمر يؤكّد ثلاث مرات ،
1 - صحيح البخاري 2 : 82 ( كتاب الجنائز ، باب فضل اتباع الجنائز ) ، صحيح مسلم 3 : 51 ( كتاب الجنائز ، باب فضل الصلاة على الجنائز واتباعها ) . 2 - فتح الباري 7 : 54 ، نيل الأوطار 6 : 164 . 3 - راجع الغدير 10 : 69 .