responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 381


وقد عرفنا في فصل الأئمة الاثني عشر من هذا الكتاب ( 1 ) رأيه في الخلفاء الاثني عشر على حدّ زعمه ، فقد صحّح خلافة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاوية ، ويزيد ، والسفّاح ، وسلام ، والمنصور ، وجابر ، والمهدي ، والأمين ، وأمير العصب ، قال : هؤلاء الاثنا عشر كلّهم من بني كعب بن لؤي ، كلّهم صالح لا يوجد مثله .
فهل ترى في هؤلاء واحداً من أئمّة الهدى من عترة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والذين وصفهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنّهم سفينة النجاة وأعدال القرآن ؟ !
ولذلك فإنّك لا ترى لهم وجوداً عند « أهل السنّة والجماعة » ، ولا يوجد في قائمة أئمّتهم وخلفائهم الذين يقتدون بهم واحد من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 2 ) .


1 - راجع موضوع ( الخلفاء الراشدون عند أهل السنة ) . 2 - قال الدكتور إبراهيم الرحيلي في كتابه الانتصار للصحب والآل : 172 بأنّ هذا الكلام ينافي ما ذكره المؤلّف في كتابه فسألوا أهل الذكر : 164 « من اتفاق المسلمين على مودّة أهل البيت ( عليهم السلام ) » فإذا كان المسلمون متّفقون على مودّة أهل البيت ( عليهم السلام ) فكيف يأتي هنا ويقول بأنّ أهل السنّة لم يقتدوا بأهل البيت ، ولا يوجد إمام من أئمة أهل البيت في قائمة أئمة أهل السنّة ؟ ! . والجواب : إن الدكتور الرحيلي نسي المسألة الأساسيّة التي افترق بها الشيعة عن السنّة ، وهو بذلك نسي حتّى ردّه الذي كتبه ردّاً على الدكتور التيجاني ، ولا بأس بعرضها للدكتور الرحيلي حتّى يكون على بيّنة منها لذلك نقول : إنّ المسلمين عموماً وبلا استثناء متّفقون على وجوب مودّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ; لأجل النصوص القرآنية والسنّة والنبويّة الصريحة الآمرة بذلك ، وهذا لم يختلف عليه المسلمون ، ومن خالف ذلك وذهب إلى بعض أهل البيت ( عليهم السلام ) فيعدونه ناصبياً باصطلاح العلماء ، أو منافقاً بتعبير النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; لأنّ علي لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق . وعليه فالمسلمون متّفقون على وجود مودّة أهل البيت وحبّهم وعدم إيذائهم . ولكن الخلاف وقع في وجوب الاتباع وعدمه فالشيعة ذهبوا إلى وجود اتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) والأخذ عنهم والردّ إليهم ; لأجل حديث الثقلين المتواتر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والقائل فيه : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » وحدّد لنا أهل البيت بآية التطهير وحديث الكساء الذي رواه مسلم ، وعليه التزمت الشيعة بلزوم الرجوع إلى القرآن والعترة الطاهرة من أهل البيت ( عليهم السلام ) لفهم معالم الدين . بينما أهل السنّة لم يلتزموا بذلك ، وتركوا أهل البيت ( عليهم السلام ) وقالوا : لا يجب اتباعهم ، والواجب المودّة فقط ، ورجعوا في معالم دينهم إلى أئمة المذاهب من غير أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كمالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل والشافعي وسفيان الثوري وابن عيينة والأوزاعي وغيرهم ممّا يطول عدّه ، ولا تجد إماماً من أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) يرجعون إليه ويأخذون فقههم ودينهم منه . قال ابن القيّم الجوزية وهو يبيّن الفقهاء الذين نشروا العلم وأخذ عنهم : « والدين والفقه والعلم انتشر في الأُمّة عن أصحاب ابن مسعود ، وأصحاب زيد بن ثابت ، وأصحاب عبد اللّه بن عمر ، وأصحاب عبد اللّه بن عباس ، فعلم الناس عامته عن أصحاب هؤلاء الأربعة . فأمّا أهل المدينة فعلمهم عن أصحاب زيد بن ثابت وعبد اللّه بن عمر . وأمّا أهل مكّة فعلمهم عن أصحاب عبد اللّه بن عباس . وأمّا أهل العراق فعلمهم عن أصحاب عبد الله بن مسعود » أعلام الموقعين 1 : 21 . وقال ابن تيميّة : « . . فليس في الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه [ يعني علي بن أبي طالب ] في فقهه . . . » منهاج السنّة 7 : 529 . فباعد أهل السنّة أنفسهم عن أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأخذوا علومهم من غيرهم ، بل وصل الأمر بهم إلى الرواية عن النواصب أعداء أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وترك الرواية عن العترة الطاهرة ، فهذا البخاري يروي عن عمران بن حطّان الناصبي وحريز بن عثمان الرحبي الناصبي وعكرمة البربري الناصبي وغيرهم . ويترك الرواية عن صادق أهل البيت وعميد العترة الطاهرة في زمانه الإمام جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) ، بل ويطعنون فيه بطعون يتمزّق القلب عند سماعها .

381

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست