responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 304


ثمّ بعد ذلك نَرى طلحة أوّل من يُبايع الإمام عليّاً بعد مقتل عثمان ، ثمّ ينكُث بيعته ويلتحق بعائشة ابنة عمّه في مكّة ، وينقلب فجأةً للمطالبة بدم عثمان ، سبحان الله ! هل يوجد بهتان أكبر من هذا ؟ !
بعض المؤرّخين يُعلّلُ ذلك بأنّ عليّاً رفض أن يُولّيه على الكوفة وما وراءها ، فنكث البيعة وخرج محارباً للإمام الذي بايعه بالأمس .
إنّها نفسيّة من غرق في الدنيا إلى أُمّ رأسه ، وباع آخرته ولم يعد يُشغله غير المنصب والجاه والمال .
يقول طه حسين :
« فكان طلحة إذن يمثّلُ نوعاً خاصاً من المعارضة ، رضِيَ مَا أتاحَ الرضى لَه الثراء والمكانة ، فلمّا طمع في أكثر من ذلك عارض حتى أهلك وهلكَ ( 1 ) .
هذا هو طلحة الذي بايع بالأمس الإمام علياً ، يخرج بعد أيّام قليلة يجرُّ حرم رسول الله عائشة إلى البصرة ، فيقتل الأبرياء ، وينهب الأموال ، ويُثير الرعب في الناس حتى يشقّوا عصا الطّاعة لعلي ، ويقف بدون خجل يُحارب إمام زمانه الذي أعطاه عهد البيعة طائعاً مختاراً .
ومع ذلك فقد بعث إليه الإمام علي قبل المعركة ، فلقيه في الصفّ ، فسأله : « أمّا بايعتني ؟ وما الذي أخرجك يا طلحة » ؟
قال : الطلب بدم عثمان .
قال علي : « قتل الله أولانَا بدم عثمان » .


1 - المجموعة الكاملة لمؤلّفات طه حسين 4 : 345 .

304

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست