responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 302


لكلّ ذلك طغَى طلحة وتجبّر ، وبدأ يؤلّب على صديقه الحميم عثمان ليُطيح به ويأخذَ مكانه .
ولعلّ عائشة أُمّ المؤمنين أطمعته في الخلافة ومنّته بها ; لأنّها هي الأُخرى عملت على إسقاط عثمان بكلّ جهودها ، وكانت لا تشكُّ في أنّ الخلافة ستؤول إلى ابن عمّها طلحة ، ولمّا بلغها مقتل عثمان وأنّ الناس قد بايعوا طلحة فرحتْ فرحاً شديداً وقالت : « بعداً لنعثل وسحقاً ، إيه ذَا الإصبع إيه أبا شبل ، إيه ابن عمّ لله أبوك ، أمَا إنّهم وجدوا طلحة لها كفؤاً » ( 1 ) .
نعم ، هذا جزاء عثمان من طلحة ، بعدما أغناهُ غدر بهِ من أجل الطّمع في الخلافة وألّب عليه الناس ، وكان من أشدّ المحرّضين عليه حتّى منعه من شرب الماء أيام الحصار .
قال ابن أبي الحديد بأنّ عثمان كان يقول أيّام الحصار : ويْلي على ابن الحضرميّة « يعني طلحة » ، أعطيته كذا وكذا بهاراً ( 2 ) ذهباً ، وهو يروم دمي ويحرّض على نفسي ، اللّهمّ لا تمتّعهُ به ، ولقّه عواقب بغْيِه ( 3 ) .


1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 215 ، انساب الأشراف للبلاذري : 217 ، باختلاف . 2 - البهار : شيءٌ يوذن به ، وهو ثلاثمائة رطل اُستمائة ألف مجمع البحرين 1 : 257 ، مادة : بهر ، الصحاح للجوهري 2 : 599 ، مادة : بهر ، لسان العرب لابن منظور 4 : 84 ، مادة : بهر . 3 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 : 35 . وقال الذهبي في ترجمة طلحة 1 : 34 : ( يحيى بن معين ، حدّثنا هشام . . سمعت علقمة بن وقاص الليثي قال : لما خرج طلحة والزبير وعائشة للطلب بدم عثمان عرّجوا على منصرفهم بذات عرق ، فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر عبد الرحمان فردّوهما ، قال : رأيت طلحة وأحبّ المجالس إليه أخلاها . . فقلت : يا أبا محمّد إنّي أراك وأحبّ المجالس إليك أخلاها إن كنت تكره هذا الأمر فدعه ! فقال : يا علقمة لا تلمني ، كنّا أمس يداً واحدة على من سوانا ، فأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنّه كان منّي شيء في أمر عثمان ، ممّا لا أرى كفارته إلاّ سفك دمي وطلب دمه ) وسند الرواية صحيح كما صرّح الذهبي في تلخيص المستدرك . وعلّق الذهبي على هذه الرواية بقوله : ( قلت : الذي كان منه في حقّ عثمان تمغفل وتأليب ، فعله باجتهاد . . ) . وفي نفس المصدر 1 : 35 : ( عن قيس قال : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم ، فوقع في ركبته ، فما زال يسنح حتى مات . رواه جماعة عنه ، ولفظ عبد الحميد بن صالح عنه : هذا أعان على عثمان ولا أطلب بثأري بعد اليوم . قال خليقة بن خياط : حدّثنا من سمع جويرية بن أسماء . . عن عمّه : أنّ مروان رمى طلحة بسهم فقتله ، ثمّ التفت إلى أبان فقال : قد كفيناك بعض قتلة أبيك ) . أقول : هذا الإمام الذهبي المحدّث الكبير يصف طلحة بن عبيد اللّه أحد العشرة المبشرين بالجنة بأنّه مغفل ، وأنّ فيه غفلة جعلته يؤلّب الناس على عثمان ، ثمّ بعد مقتل عثمان ألّب الناس على علي بن أبي طالب ! !

302

نام کتاب : الشيعة هم أهل السنة نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست